تحدثنا في المقالات السابقة باستفاضة عن الأمراض التي تصيب العيون، لنصل إلى مرض مزعج يصيب العين، فيحدث قلقا، خصوصا إذا أصاب الأطفال، فقد يصاب بعض الأشخاص بحول العينين، من دون معرفة الأسباب ليقودهم ذلك إلى السؤال..ماذا يجري لأعيننا؟
ولكي نجيب عن هذا السؤال لابد أن نعرف أولا ما هو الحول؟ فالحول حالة من عدم الاتزان بالعين تكون فيها حركة العينيين غير متوافقة مع بعضها البعض.
وللحول أنواع منها حول يظهر على الطفل في عامه الأول بعد مضي 6 أشهر على ولادته، وحول يدعى بالحول التكيفي، وهو نوعان جزئي وكلي، كذلك فإن هناك حولا ينتج عن شلل الأعصاب، والأعصاب المحركة للعين.
وهنا قد يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم سؤال يقول ما أهم أسباب الحول أو بمعنى أدق لماذا ينشأ الحول؟
ونستطيع أن نجيب على هذا السؤال بحصر أهم أسباب الحول في النقاط الآتية:
المياه البيضاء على العين التي تسبب عتامة عدسة العين، ومن ثم تؤدي إلى الحول.
الضعف في العصب البصري الذي يقود بدوره إلى ضعف العين.
كسل العين.
العامل الوراثي أيضا يلعب دورا مهما بإصابة العين بالحول.
وهناك الكثير من حالات حول العين مجهولة الأسباب.
أما علاج هذه الحالات يكمن في التدخل الطبي السريع سواء كان بالعلاج، أو بالعمليات الجراحية، ويحدد ذلك الطبيب المعالج بحسب درجة وقوة الحول، ففي حالة العيوب الانكسارية في العين فإن الطبيب يلجأ دوما إلى العلاج من دون تدخل جراحي، ويكون الحل بارتداء النظارة الطبية.
وأما إذا كان العيب وراءه المياه البيضاء فيكون الحل بالتدخل الجراحي، حتى تزال العتامة، أما إذا كان السبب هو كسل العين، فالطبيب هنا مطالب بالبحث عن سبب كسل العين ومعالجته، وأحيانا يكون العلاج بشد عضلات العين، وأخيرا قد يلجأ الطبيب إلى العلاج بـ «البوتكس» والتي ربما تحقق نتائج جيدة، وأحيانا أخرى يعود الحول كما هو، ومن ثم يحتاج المريض إلى الحقن مرة أخرى، وقد يضطر الطبيب في النهاية إلى إجراء عملية جراحية.