لم يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التفريق في المضاجع بشكل مجرد، وإنما كانت دعوته صلى الله عليه وسلم لها مغزى كبير وعظيم الأثر.
عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع»، فالتفريق قاعدة تربوية إسلامية من حق كل طفل، ويجنب اطفالنا الوقوع في الفاحشة، ويحد من انتشار الشذوذ الجنسي وزنا المحارم، والتي يتجاهلها الكثيرون من أولياء الأمور سواء عن قصد او دون قصد بسبب النوم المشترك في نفس الفراش مع الأخت أو الأخ والتصاق أجسادهم وخاصة مع انتشار الوسائل التكنولوجية الحديثة من مواقع متعددة يتصفحها الأطفال في هذه المواقع التي تنشر الافلام الاباحية والايحاءات الجنسية، فيوسوس الشيطان في نفوسهم بتطبيق ما يشاهدونه، ولأن الأطفال بحكم براءتهم لا يعرفون حدود ما يجوز وما لا يجوز، فهنا يكون اللوم كله على الأهل والوالدين لعدم امتثالهم لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في التفريق بين الأبناء في المضاجع، ومع عدم التفريق ووقوع الفاحشة يتعرض الطرف المجني عليه للصدمة النفسية والكثير من المشاكل النفسية التي تؤثر عليه في حياة الطفولة وحياته في المستقبل أيضا، مسببة له عقدا نفسية ومشاعر عدم التوازن والقلق والغضب من المعتدى عليه، أو الغضب من أهله نتيجة عدم قدرتهم على توفير الحماية اللازمة له وتجنبه مثل هذه الاعتداءات، فالأولاد أمانة أودعها الله في أيدي الأباء والأمهات وعليهم أن يكونوا على قدر المسؤولية في الحفاظ على هذه الأمانة تمسكا بقول الله تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم)، وبقول رسوله صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».