مرت علينا ذكرى اليوم العالمي للبيئة في الخامس من الشهر الجاري، وهي مناسبة دولية يحتفل بها العالم، ولست بصدد الحديث عن المناسبة بقدر رغبتي في الحديث عن مستقبل البيئة في الكويت، والتي تشهد تلوثا متصاعدا ملموسا لا سيما البيئة البرية والبحرية والجوية.
لقد تعودنا أن نشهد صيفا يتزامن والمفاجآت والظواهر، ومنها انتشار الغبار القادم عبر الحدود، وتلك الظواهر متكررة، وكثيرا ما كتبت عن ضرورة تخضير العاصمة الكويتية، بل وضرب حزام أخضر كثيف حول الحدود الكويتية على اختلافها الجغرافي، والمحافظة على اللحاء النباتي البري الذي يزهر في مواسمه.
وعن المزارع في الكويت، شهدت من أصحاب المزارع من يعمل على تنمية الأمن الغذائي في البلاد بسبل متواضعة واجتهادات شخصية، لكن بعض المزارع تحولت إلى استراحات، فلا إنتاج زراعي يذكر، بل تشجيع على الرعي الجائر الذي يدمر تربة الكويت التي تواجه التحديات بسبب صحراويتها.
ناهيك عن التشجير وفتح مشاريع الحدائق في المناطق الكويتية، وفي الحقيقة لطالما تطلعنا إلى جهود أكبر للهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ومعهد الأبحاث العلمية في التعاون بعكس الوجه الحضاري لمناطق الكويت من خلال الحدائق العامة والمشاريع البحثية المدروسة، التي من شأنها إدخال البهجة على قلوب المواطنين، والحد من الظواهر السلبية، كون الكويت تفتقر إلى قطاع السياحة.
إن التلوث البيئي في الكويت تتصاعد وتيرته مما يؤثر على صحة المواطن والمقيم، فالتخضير والتشجير خط أول لحماية الكويت من الملوثات والغبار الجائح لحدودنا، والأبخرة المتصاعدة من المصانع والسيارات، أين هم أصحاب المبادرات التطوعية من الشباب الكويتي؟ ومتى تطبق المشاريع المعطلة؟ كما لا ننسى أن تخضير الكويت كانت رغبة سامية من المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه.
لدينا في الكويت مساحات كبيرة يمكن استغلالها بإنشاء المصانع والمداجن ومزارع الأبقار والأغنام، ويمكن الاستفادة من مقاطعات كاملة لإنشاء المحميات الزراعية لجميع أنواع الغذاء، ولا أقصد محمية أو اثنتين أو ثلاثا، بل مناطق تؤسس لتكون محميات طبيعية حاضنة لمنتجات الأمن الغذائي الوطني لتحقيق الاكتفاء الذاتي بدل الاعتماد على الاستيراد من الخارج.
إن الكويتيين يمتلكون من الخبرات والعلوم الكثير، فاستثمار الأراضي الشاسعة ومعالجتها لتكون أراضي منتجة ضرورة وطنية في ظل التضخم العالمي الذي نشهده بارتفاع الأسعار والتهديد بالمجاعات في المستقبل حول العالم.
لقد منّ الله علينا بما قسم لنا من الموارد الطبيعية، فلنحافظ عليها ونطورها لتكون أحد أسس الأمن الغذائي في البلاد، ولذلك أتساءل: الكويت الخضراء.. حلم أم علم؟!
[email protected]