مر أمس الثلاثاء ذكرى مرور 93 عامًا على ميلاد العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، و21 عاما على رحيل السندريلا سعاد حسني، وبعد أكثر من نصف قرن مضى على قصة حب "العندليب والسندريلا" فما زالت الحقيقة خفية ولا يعلمها إلا كلاهما، وما بين التأكيد والنفي من المقربين لهما تصبح القصة حائرة بين "الحب السري.. والزواج.. والحقائق المفقودة".
ففي يوم 21 يونيو من عام 1929 ولد العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ ، وتزامن هذا التاريخ مع ذكرى مرور 21 عامًا على رحيل السندريلا سعاد حسني في حادث مأساوي في 21 يونيو من عام 2001.
وخلال مجدهما الفني تصدر العندليب والسندريلا غلاف المجلات المصرية والعربية في تلك الفترة بعد تسريب قصة حبهما وتتويجها بالزواج ليخرج العندليب ينفي، والمقربون يؤكدون لتصبح قصة حبهما أكثر قصة مثيرة للجدل حتى الآن.. وقد صدر العديد من الكتب في هذه القصة في مقدمتها كتاب للإعلامي مفيد فوزي تحت عنوان "صديقي.. الموعود بالعذاب"، حيث كان من أكثر الشخصيات المقربة للعندليب.
وقال مفيد فوزي - في كتابه - إن عبدالحليم كان يحب سعاد حسني بشدة، والدليل على ذلك واقعة شهدها فوزي بعينه حيث كان بصحبة العندليب في طريقه إلى استوديو مصر من أجل عمل مونتاج إحدى أغنياته، ولفت انتباه العندليب حدوث مطاردة من قبل سيارتين لسيارة.. وأوضح فوزي أن حليم سارع بسيارته لإدراك حقيقة هذا المشهد الغريب في شارع الهرم، ليكتشف العندليب أن سعاد حسني بداخل إحدى السيارة المطاردة وطلب حليم منها أن تتوقف، ثم توجه إلى أحد الشباب الذي كان يقود إحدى السيارتين، وكاد أن يدخل معه في شجار عنيف بسبب الموقف، لكن الشباب عندما أدركوا أنه العندليب بادروا بالاعتذار مبررين تصرفهم بأنه "شقاوة" ليرد عليهم حليم ويصف تصرفهم بأنه: " غلاسة وقلة أدب وعدم حياء".
وعن أول فيلم بين "العندليب" و"السندريلا" وفاتن حمامة، أوضح مفيد فوزي أن من بين مشاريع عبد الحليم الفنية التي لم تر النور، فيلم سينمائي يجمع بينه وسعاد حسني والفنانة فاتن حمامة لأول مرة، وجاء ذلك في رسالة من عبدالحليم حافظ إلى سعاد حسني بتاريخ 9 فبراير عام 1972، ونشر مضمونها مفيد فوزي في كتابه، والتي أخبرها فيها أنه "بإذن الله سيكون لنا فيلم في الموسم القادم يجمع بيننا نحن الثلاثة، أنا وأنت وفاتن حمامة".
ووصف عبد الحليم حافظ قصة الفيلم بأنها "لذيذة" بحسب تعبيره، وتدور حول رجل يقع في حيرة بين إنسانة تحبه وأخرى تفهمه، وأن الفيلم يؤكد أن الرجل يفضل إنسانة تفهمه، لأن "الفهم يضم الحب والحنان".
ولم يشارك عبد الحليم حافظ سعاد حسني سوى بطولة فيلم واحد هو "البنات والصيف" من إنتاج عام 1960، والذي جسدت في أحداثه دور شقيقته.
وكشف مفيد فوزي أن عبد الحليم حافظ كان يحب سعاد حسني، ويغار عليها لدرجة الجنون، وكان يريد أن يعيد ترتيب حياتها، وإنه لا تعجبه طريقة عيش سعاد حسني، سواء المتعلقة بعملها أو بإنفاقها للمال، مشيرا إلى أن منزل ممثل كومبارس قد يكون أفضل من منزلها.
وأضاف - بحسب ما جاء في الكتاب - سعاد حسني كانت تحب عبد الحليم حافظ، وفي لحظات كان الحب يتوهج في عينيها وتشتاق له، لكن الشيء الوحيد الذي قتل علاقتهما هو حرص حليم على سريتها.
وعن سر انفصال عبد الحليم وسعاد حسني، قال مفيد فوزي: "عبد الحليم قال لسعاد أنا مريض وأنتِ مش ممرضة، فقالت له أقعد تحت رجليك، لكن هو أراد أن يكون فنه الأول في الاعتبار، فردت سعاد حسني وقالت له وأنا فني أكبر".
" زواج العندليب والسندريلا.. شقيقة سعاد حسني تؤكد وعائلة حليم تنفي"
وقالت "جيجي" شقيقة الفنانة سعاد حسني إن السندريلا تزوجت بالفعل من "العندليب"، عقب قصة حب كبيرة، وهو كان يغار عليها جدا.. في ظل فارق السن بينهما".
وتزامنت هذه التصريحات مع تأكيد عصام حسني، الطبيب الخاص للفنانة الراحلة سعاد حسني، -في تصريحات صحفية- أن السنديلا أخبرته بالعديد من الأشياء المتعلقة بحياتها الخاصة، وأنها أكدت له خبر زواجها من العندليب، وأوضحت ليه سبب عدم إعلان الزواج.
وفي السياق، أبدى المطرب المصري محمد شبانة، ابن شقيق الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، دهشته، من تداول عقد زواج عرفي منسوب إلى العندليب وسعاد حسني، قائلا إن: " عمه جمعته قصة حب بـ"السندريلا"، لكنها لم تتوج بالزواج"، مضيفا أن عقد الزواج العرفي، الذي نشرته جنجاه عبد الحافظ، شقيقة سعاد حسني، ليس حقيقيا، مبررا أنه العقد مكتوب به جمهورية مصر العربية، رغم إن اسمها كان الجمهورية العربية المتحدة سنة 1960، والأكلشيه الخاص بختم عبدالحليم لا يعود إليه.. متسائلا كيف يمكن لشيخ الأزهر إمضاء عقد لفتاة تبلغ من العمر 17 عاما بدون ولي.. مؤكدا "هذا عقد مزور" وموضحا أنه أرسل إنذارات إلى شقيقة سعاد حسني، بشأن وقف تلك المزاعم وتشويه التاريخ.