يُحكى عن إمام مسجد في إحدى الدول الخليجية قد خان الأمانة، وكانت نهايته السجن، وإليكم قصته:
إمام مسجد يعمل في دولة خليجية منذ سنوات، وكان حريصا على معرفة المصلين بالمسجد، خاصة كبار السن الأغنياء، توطدت العلاقة بينه وبين المصلين الذين أحبوه وأحبهم ووثقوا به ثقة عمياء.
في يوم من الأيام طلب منهم الإمام التبرع بالمال نقدا لبناء مسجد وكفالة سبعين يتيما في بلده، فكان له ذلك.
جمع له المصلون مبلغا كبيرا من المال سنة تلو الأخرى.
شاءت الأقدار أن يُكتشف أمر إمام المسجد وتصبح فضيحته بجلاجل على رأي أحبابنا أهل النيل.
فقد تبين للمصلين أن إمامهم لم يبنِ مسجدا ولم يكفل يتيما واحدا في بلده، بل بنى بيوتا له للاستثمار.
العجيب والأغرب أن هذا الإمام كان يسرق مصاحف المسجد ويبيعها في بلده.. ياللهول.. لم نسمع في التاريخ القديم والحديث أن أحدا قد سرق مصحفا من المسجد!
بعد أن ذاع وانتشر خبر الإمام على الملأ وأصبح حديث الناس في المسجد والمنطقة، قدم أحد المصلين بلاغا الى مخفر الشرطة، استدعي الإمام للمثول امام النيابة العامة للتحقيق معه، وثبت بالدليل والبرهان القاطع وباعترافه شخصيا أنه سرق المصلين والمصاحف عن طريق الحيلة والخداع.. أُحيل الى المحكمة وحكم القاضي بسجنه ثلاث سنوات مع الإبعاد عن البلاد، لكي يكون عبرة لغيره.
هذا جزاء من تسول له نفسه الخبيثة الأمارة بالسوء أن يخدع المصلين ويسرقهم باسم الدين!
يقول إبراهام لنكولن:
«يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت».
ويقول فضيلة الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي:
«الحساب في كل شيء مؤجل الى يوم القيامة، ما عدا ظلم الناس، فلابد أن يقتص الله جل جلاله من الظالم في الحياة الدنيا، حتى يعتدل ميزان الحياة، ويعرف الناس أن الظلم له قصاص دنيوي بجانب قصاص الآخرة».
٭ اقرأ واتعظ:
يقول المثل: «يا ماشي درب الزلق لا تأمن الطيحة».
درب الزلق: الطريق الموحل، الطيحة: العثرة، السقطة.