يعيش الشعب اليوم في تغيرات نفسية واجتماعية وثقافية ضمن تحديات عصرية، والكثير من الأمور المنعكسة على آلية الإدارة العامة لجميع قطاعات ومؤسسات الدولة، في حين يطمح الكثير لتنمية وإنتاجية أفضل، وقد سبق وأن كتبت مقالات بهذا الخصوص بمناشدة لضرورة عمل دراسات مكثفة تدور حول الحالة النفسية والاجتماعية لموظفي الدولة والطلبة وهذا من أجل رصد استراتيجيات جديدة من شأنها أن تعلي من إنتاجية موظفي الدولة ورفع المخرجات التعليمية للطلبة، فالموظف والطالب أهم عاملين في الدولة لكونهما محور الإنتاج والتنمية.
فعلى سبيل مثال إصلاحي، من الدراسات المفترض أن يسلط عليها الضوء ساعات دوام الموظفين، حيث مجمل إداري الدولة باستثناء الفنيين يقطنون على مكاتبهم قرابة السبع ساعات متواصلة، في حين يفتقد 98% من إداريي الدولة مهارات وثقافة إدارة الوقت، فنجد الكثير منهم من يتهرب من الدوام الرسمي والبعض الآخر يخلق مشاكل بمحيط عمله لاضطرابات نفسية تعتليه نتيجة الفراغ القاتل، حيث مجموعة الموظفين تحت سقف البطالة المقنعة يجب تحويلها إلى فئة منتجة، وذلك بتضافر جهود مسؤولي القطاعات وديوان الخدمة المدنية في تسليط الأضواء على تلك المعضلة التي تخلف من ورائها الكثير من السلوكيات المشينة لسمعة الموظف الكويتي، ومنها: انحدار التفاعل الإيجابي مع العميل - انحدار أسلوب الحوار - ثقافة المأكل والملبس عند البعض والذي أصبحت «أمور عار» على موظف الدولة - اللهو واللغو والغيبة والنميمة عند البعض - قتل الوقت الطويل بالألعاب الإلكترونية الجماعية وبأخبار (السوشيال ميديا)، وهناك الكثير من السلوكيات التي لا يجب أن تحدث خلف كواليس المكاتب الوظيفية الحكومية، وعلى المسؤولين الإسراع في حل تلك المعاضل لما لها من انعكاسات على سلوك الأفراد وانعكاسات ثقافية فوضوية على أسرهم أيضا.
حيث دراسة دولة الإمارات العربية المتحدة بخفض عدد ساعات الدوام الرسمي بتقليص عدد أيام الدوام الأسبوعي له من النتائج الإيجابية التي عادت بالنفع على الفرد والمجتمع ورفع الإنتاجية بنسبة تصل إلى 40% وهذا ما نريد أن نحققه في الكويت من استراتيجيات ترفع من إنتاجية المواطن سواء كان موظفا أو متقاعدا أو طالبا، ومن جانب آخر، فقد أسفرت عن استراتيجية الدوام الرسمي سلفا من خلال مقالات سابقة تسلط الضوء على عدد الساعات الدراسية للطالب فلابد من زيادتها لا تقليصها وجعل الجزء الأكبر منها يكون بالتعليم من خلال الأنشطة البدنية والعقلية متوافقا ذلك مع استغلال الإنتاجية في فصل الشتاء والابتعاد عن حرارة الصيف، وهذا مطلب عصري من أجل رفع مستوى مخرجات الطالب التعليمية والثقافية، وما سبق يحتاج لضخ أموال طائلة على العملية التعليمية لأجل نهضة ترفع من عطاء المواطن الكويتي، وآخرا، عملية الموازنة بين الدوام الرسمي للموظفين والطلاب يحل أزمة باتت من أصعب الأزمات والتحديات العصرية ألا وهي الازدحام المروري للشوارع.