فجعنا في أيام عيد الأضحى الثلاثة بـ 3 جرائم شنيعة، أقبحها وأشنعها وأجرؤها كانت للأم التي قتلت ابنها وتركته في المنزل لـ 5 أشهر ثم سلمته لعمال النظافة لرميه بالمردم كأنه جثة كلب، أجلكم الله، وهي جريمة لا يمكن تصديقها إلا في الروايات والقصص الخيالية، إلا أننا لم نعد نستغرب حدوث مثل هذه الجرائم اللا إنسانية في مجتمعنا وخلال السنوات الـ 10 الماضية.
ولكن لنتساءل: ما أسباب كثرة هذه الجرائم خلال السنوات الأخيرة؟!
قديما كنا نشكو من انتشار التدخين في المدارس والمجتمع، وندعو للتوعية بأضرارها وأثرها، ولكننا بتنا اليوم نشكو انتشار آفة المخدرات في المجتمع وسهولة الحصول عليها.
وانتشار المخدرات وتداولها يعود لأسباب أعمق، وهو وجود وقت الفراغ القاتل عند الشباب، والذي جاء نتيجة لاختفاء دور وتأثير المراكز الشبابية في المناطق، وغياب المرافق ووسائل الترفيه التي تستقطب أفراد المجتمع.
بالإضافة إلى ضعف الأندية الرياضية بمختلف ألعابها والتي كانت تحتوي الصغار حتى يكبروا.
كما أن تدمير القدوات وتأثير الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في إبراز المتردية والنطيحة وإظهارهم بمظهر الناجحين كان له أثر كبير في غياب الهوية.
ولا ننكر كذلك ضعف دور المسجد وحلقات القرآن والمحاضن التربوية والإيمانية، التي كانت تحتوي النشء وتربيهم وتحتويهم وتعلمهم المهارات وتستثمر أوقاتهم بكل ما هو مفيد ونافع.
وأخيرا وليس آخرا، الدور الأساسي والمهم للأسرة ومتابعتها لأبنائها وصحبتهم وأوقاتهم وما يشاهدونه وماذا يتعلمون، وغرس القيم والمبادئ والأفكار السليمة.
إن ما يحدث ونعلم عنه من جرائم فهو فقط رأس الجبل الجليدي الذي نراه وهي النتيجة فقط، إنما الأسباب فهي في الأعماق وعلينا إصلاح الأسباب لا النتائج.
ولإصلاح ما سبق على الدولة ممثلة بالحكومة بوزاراتها المختلفة التربية وهيئة الشباب وهيئة الرياضة ووزارة الأوقاف ووزارة الإعلام ووزارة الداخلية وجمعيات النفع العام التعاون فيما بينها لوضع خارطة طريق لتقويم الاعوجاج المذكور أعلاه.
Al_Derbass@
[email protected]