أعزائي القراء، كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله عليكم، وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.
مما لا شك فيه أن التطور العلمي والطبي والتقني أصبحت نتائجه ملموسة في حياتنا، فعمليات العين الجراحية التي تجرى في زماننا أصبحت أكثر أمنا بسبب هذه التقنيات الحديثة والمتطورة التي سهلت إلى حد كبير الأساليب الجراحية، ولن يتوقف العلم لحظة واحدة عن خدمة البشرية في كل المجالات بل سيستمر بإذن الله تعالى.
نتحدث اليوم عزيزي القارئ عن واحدة من العمليات الجراحية للعين وهي عملية المياه الزرقاء، وتختلف هذه العملية عن «المياه البيضاء»، فالزرقاء تنتج عن ارتفاع ضغط العين مما يسبب تلفا في العصب البصري.
وفي الوقت الحالي توافرت الأدوية التي تعالج هذا المرض، فهناك 8 أنواع من القطرات تعالجه، وهناك مرضى لا يستجيبون لهذه القطرات، وهناك مرضى آخرون تسبب لهم هذه القطرات حساسية، بجانب أن هناك مرضى لا يلتزمون بالقطرات، وفي هذه الحالات يلجأ الطبيب لإجراء عملية جراحية لتصريف المياه الزرقاء، وهي أنواع منها شق قناة تصريفية، ويستخدم المريض بعدها قطرات وأدوية لزيادة فرص الشفاء ونجاح العملية، وقد يستمر على هذه الأدوية لأكثر من شهر.
وهناك عملية تسمى تركيب صمام، وهي خاصة بمرضى السكري، أو ممن لديهم جلطات تصيب العين، ويفضل في هذه الحالة زراعة صمام في العين لتصريف المياه.
وفي العموم فإن عمليات المياه الزرقاء تحتاج إلى متابعة بعد العملية، مع أنها لا تستغرق في الجراحة سوى نصف ساعة إلى ساعة كاملة، أما نسبة نجاحها فهي تعتمد على حالة المريض، وتعتمد أيضا على عين المريض، وعلى جسم المريض وقابليته لقبول الصمام المزروع، وأحيانا يضطر المريض لإجراء العملية مرة أخرى عند حدوث تلفيات، ونسبة نجاح مثل هذه العمليات تصل إلى 90%، ويأخذ المريض شهرا للراحة بعدها، ولا يمارس أي أعمال عنيفة، ويستخدم كورتيزون لمدة طويلة.