بعض الناس لا يعرف الحدود في العلاقة ويتجاوز حدوده في التعامل مع الطرف الآخر، أو أنه لا يعرف حقه في حدود العلاقة، ما يؤدي إلى تعرضه للتعدي عليه من الطرف الآخر سواء فعلا أو قولا.
والمقصود بذلك، كل علاقة بين شخصين سواء كانت علاقة الأخ بأخيه أو الزوج بزوجته أو الجار بجاره، أو سواء والد بولده أو الولد بوالده أو أمه أو أخته، أو أيضا في مجال العمل بين الموظفين والمسؤول، فهل نعرف ما حدود العلاقة بين كل شخصين؟
لكل إنسان في هذه الدنيا الحق في الاحترام والتقدير والمعاملة الحسنة ولا يجوز التعدي عليه لا بقول يسيء إليه أو ينقص من كرامته ولا يحق لأحد كان من يكون أن يتعدى عليه.
وهناك بعض من يعطي لنفسه الحق بالتعدي على غيره ويتجاوز حدوده في المعاملة بحجة أنه يريد الخير له أو بحجة أنا أوجهه أو أنصحه أو أقوّمه.
فقد أمر الله بوجوب الإحسان بالمعاملة والخلق الحسن بالنصيحة كما جاء في كتابه الكريم قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ).
قد يعطي الأب الحق لنفسه بأن يتعدى على ابنه باللفظ أو بالضرب بحجة أنه يوجهه أو انه لا يستمع إلى توجيهاته ويتمادى في العقاب والضرب أو يستخدم أساليب قاسية في حرمان الولد من أبسط حقوقه بحجة تأديبه، فهل له الحق في ذلك؟
توقف أيها الأب الكريم، فليس من حقك ذلك!
قد يعطي شخص ما الحق لنفسه بالتلفظ بالألفاظ السيئة والكلمات البذيئة أو حتى يتجرأ بالتعدي بالفعل على غيره من الناس بحجة أن هذا الشخص قام بفعل لا يعجبه أو أزعجه، فهل له الحق بذلك؟
توقف أيها الشخص الكريم، فليس من حقك الاعتداء على غيرك بحجة أنه أزعجك!
وأيضا كثيرا ما نسمع عن حوادث الاعتداءات والتعدي على الآخرين في حياتنا اليومية أو نسمع بها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والقصص كثيرة وجرائم الاعتداءات عديدة، فهل من رادع؟
يجب علينا كمجتمع مدني أن نفعّل القوانين التي تمنع التعدي على الآخرين والحفاظ على حقوق الغير، فالشخص الذي لا تمنعه أخلاقه وتربيته ودينه من التعدي على غيره لابد أن يكون له رادع بالقانون يمنعه من ذلك ويحمي غيره ويحفظ حقوقهم وكرامتهم من الاعتداء عليها، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، فنحن كمجتمع مدني إنساني لا نريد من يسيء الأدب ولا من يأمن العقوبة، فمكانه ليس بيننا وإنما بين جدران العدالة والقانون.
دمتم في حفظ الله ورعايته.
https://www.instagram.com/sabah.alenazi1/