غريب، كيف يعيد التاريخ نفسه؟ نفس الضجة التي أثيرت حول «الداو» تعود مرة أخرى حول اندماج بنكين وكل واحد يركبها قصة على كيفه.
الاندماج الرابح الأكبر فيه الحكومة بحكم أنها المالك الأكبر للأسهم.
تزامن ذلك مع مكسب لخصومك السياسيين ليس مبررا لك أن تحرم المال العام من رافد جديد.
نكرر الخطأ مرة أخرى بالسماح لضجة وشوشرة وسائل التواصل بالتدخل وتخريب عملية اقتصادية بحتة، وكما قلت لنا سوابق في «الداو» عندما رفضتها الحكومة بسبب ضغط الرأي العام، التقطتها«أرامكو» وشكلت معها أكبر شركة بتروكيماويات في العالم.
بالوقت نفسه وعكس الرأي العام تدخلت الحكومة واشترت أسهم بنك الخليج لتبيعها بعد 3 سنوات بـ 3 أضعاف سعرها.
والدور الآن على اندماج البنكين، شوف الصراخ وين بالشارع وامش عكسه ويرزقك الله!
النقاش الجاري حاليا حول اندماج البنكين يعطيك تفسيرا بسيطا لأسباب «وقف حالنا» في الكثير من المجالات، سواء الاقتصادية والتعليمية والصحية حتى الرياضية.
وجود رأي عام حر وامتلاك المواطن الكويتي هامش حرية طيب «شيء زين»، لكنها في الأيدي الخطأ تصبح ضجيجا وصوتا عاليا يمنع الرأي الفني المتخصص من الوصول الى عامة الناس.
كم من مشروع قومي جميل مفيد للوطن والمواطنين خسرناه بسبب خضوعنا لضجة وسائل التواصل التي يشترك فيها كل من هب ودب، والذين يخلقون جوا مسموما وغير صحي يأنف أن يدخله الخبراء والمختصون تخوفا مما قد يصيبهم من «العيارات الطائشة» هنا وهناك والتي تتدرج من التنمر والسخرية إلى حد الاتهام بالرشوة والفساد فيبتعدون وتبقى الساحة لغير المختصين الذين أكثرهم فقط دخلوا النقاش من باب المثل السوري «كل فاضي يعمل نفسه قاضي».
وآفتنا كذلك هي تردد بعض المسؤولين من الخروج لكل وسائل الإعلام والتواجد المستمر في وسائل التواصل، وابدأ بالدفاع عن مشروعك الذي تعتقد انه مفيد للبلد. تواصل مع الجميع ولا تختف خلف التصريحات وإدارات العلاقات العامة. اطلع لهم ووضح : أنا دشداشتي بيضاء ولست منتفعا من قريب ولا بعيد لكن هدفي مصلحة البلد، والذي يتطاول عليك أنزله قدره ورد عليه بما يستحق.
٭ نقطة أخيرة: يجب أن يتوقف زمن الترهيب في وسائل التواصل الاجتماعي، كما يجب أن يتصدر المشهد المسؤول الذي يستطيع الدفاع عن مشروعات وخطط الحكومة، والذي لا يقدر عليه أن يتنحى ويعطي المجال لغيره.
ghunaimalzu3by@