ليست أجواء باردة وجوا منعشا وحركة تدب بها أرجل البشر من جميع أنحاء العالم تتصادم الأجساد مع من يحمل هاتفه ومن يصور أو من يطلع على رسالة وصلته.
نعم السفر متعة تجعلك أكثر نشاطا معظم الأوقات، فحتى لو كانت طبيعتك تتسم بالحيوية والإنجاز، فالسفر يزيد من هذه الحيوية ويقلص فترات الراحة كثيرا، لأنك تريد أن تستمتع.
والإحساس بالمتعة هذا يعطي دفعة للشخص بالمشي لفترات طويلة أو شغفه بالتعرف على المناطق السياحية في المكان الذي يتوجه إليه في رحلة العمل أو الترفيه.
سفرتي هذه تتسم بروح التشبع من المشتريات في أسواق لندن الشهيرة، فقط التسوق للغذاء بشتى أنواعه اللذيذة التي تغري بما لذ وطاب، ولله الحمد نحن من بلد امتلأت فيه أعيننا بكل شيء.
ولكن سأحدثكم عن شيء غاية في الروعة والجمال في بيت جاسم يوسف الجمال، أحد الديبلوماسيين المشهود لهم بالكفاءة والحنكة والديبلوماسية، حيث كان أول مندوب دائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة وقضى نحو (12) سنة.
بيته في لندن يحتوي على ثلاث وردات: فاطمة، عايشة وحصة، أعتبر هذا المنزل سفارة خليجية تتسم بالكرم والطيب وروح الإخاء في هذا البيت الذي ينشرح صدرك عند دخوله، فيه أحبة من قطر وأصدقاء من السعودية وصحبة مميزة من الإمارات وطيبة من أهل البحرين وحشيمة وتكريم لأهل الكويت وأنا منهم، تحس أنك صاحب المنزل نجتمع معهم تقريبا كل يوم، وعندما يتجمع الكل نتحاور، نضحك. الترحيب والتقدير منهم لكل من يدخل منزلهم العامر.
كم نحن في أشد الحاجة للتجمع الذي يحتوي النصح والبساطة تغلفه روح الود والاحترام. هذا ما تجده في بيت الجمال، العطاء وفاء، وطيب نفس، ورقي حال وكرم حاتمي.
مرافقة الصالحين أمثال بيت الجمال ومن يدخل منزلهم لها آثار إيجابية تنعكس على المجتمع بالخير والنفع، لأنها الرفقة الصالحة ومن الصفات الحسنة التي يتعدى أثرها إلى الغير، وسبب في زيادة الألفة بين الناس وإعانتهم على تجاوز متاعب الحياة، فالرفيق الصالح محب لأخيه المسلم في الله ولله - تعالى - بلا مصالح أو مطالب.
كل من يدخل بيت الجمال ما عليه قاصر بشي ولكن بيت به الصحبة الوفية المحبة، بيت كبير وقلوب أهل البيت أكبر من كل بيت.
شكراً لكل من أسعدتم قلبه بجمعكم الطيب. بيت عامر وكثر الله أمثالكم.