طوابير طويلة من النساء الفاضلات في لندن من مختلف الجنسيات تصطف تحت تأثير الشمس الحارة في صيف لندن خلال هذه السنة، كي يسمح لهن بالدخول لشراء الماركات العالمية التي ضحك عليهن الأغنياء باسم الموضة والبرستيج المزيف، وكأنهن في هذه الطوابير سيحصلن على المنتج بلا ثمن.
وبعد الوقوف لساعات تدخل المحل فيقولون لك المنتج نفد او طلبك يصل بعد 6 شهور أو سنة. اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوب من تولع بالماركات غالية الثمن بلا حاجة فقط «هوس الماركة».
وقد أكد مسؤول تجاري فرنسي في تصريح له إن «الماركات» هي أكبر كذبة تسويقية صنعها «الأذكياء» لسرقة «الأغنياء» فصدقها «الفقراء»، ويسلط ذلك التصريح الضوء على ظاهرة منتشرة في جميع المجتمعات حول العالم، وهى أن الكثير من الناس أصبح لديهم هوس بشراء الماركات العالمية حتى وإن كانت ظروفهم المادية لا تسمح.
ووفقا لدراستي ولعدد من علماء النفس، يلجأ بعض الأشخاص إلى التسوق وشراء الماركات العالمية غالية الثمن، هربا من الضغوط العصبية وحالات الاكتئاب التي يمرون بها، حيث أكدت بعض الدراسات على أنه عند التسوق يفرز الجسم هرمونا يعطى شعورا بالسعادة والرضا.
إن الموضة عبارة عن فن يعكس ذوق الإنسان واختياراته، لكن من الممكن أن يتحول الشغف بالموضة إلى هوس يجعل الإنسان يقبل على شراء الماركات غالية الثمن دون تفكير وتمييز بين الشغف والبذخ المبالغ فيه، فينفق أغلب دخله عليها ومن الممكن أن يغرق في الديون نتيجة لذلك، وهنا يتحول الأمر إلى مشكلة كبيرة إذا كان من متوسطي الدخل، أما من أنعم الله عليهم فعليهم بألف عافية.
ما أجمل البساطة في الملبس المريح.
وللعلاقة بيني وبين عدة طبقات من المجتمع الخليجي والعربي أجد الكثير من الأشخاص من مختلف الطبقات الاجتماعية على الظهور مرتدين أحدث الماركات العالمية بصرف النظر عن سعرها، باعتبارها تمثل عنوانا للشخصية والمكانة الاجتماعية وتحدد قيمتهم في أعين الآخرين، فضلا عن أن البعض يعتقدون أن ارتداء الماركات يساعد على تعزيز مكانتهم في المجتمع. بنظري أن بساطة المظهر منبع الثقة.
والبساطة في المظهر جيدة جدا وتعطي دوما انطباعا بالعديد من المميزات في الشخصية البسيطة.
والإنسان الذي يحافظ على مظهره بسيطا أنيقا، أمر جيد جدا، وينعكس على الشخصية البسيطة ذاتها، هذا أن الإنسان من مظهره البسيط الأنيق يمكن أن يعطي انطباعا جيدا لمن يراه، وهو أن يراه واثقا في نفسه وليست الماركة علامة رقي أو ثقافة أو تميز، ولكن احذر يا مشتري الماركات العالمية غالية الثمن إنها لا تجلب السعادة الداخلية مع تحياتي لمن يقفون بالطوابير لنيل أغلى الماركات، عليكم بالعافية وتقطعونها بالفرح والسعادة، إذا كانوا من ذوات الدخل المرتفع، أما من دخله متوسط فليعلم أن البساطة مع القناعة أمر غاية في الراحة وأن القناعة والرضا والسعادة ليست بلبس الماركات.