بعد فترة وجيزة من الزمن ستعيش الكويت عرسها الديموقراطي وهو الانتخابات للاحتكام الى الشعب، وكأي منافسة فإن الانتخابات تشهد توترا في الأعصاب والانفعالات بين المتنافسين وأنصارهم ومعارضيهم، وهذا ما يجب التوعية من تداعياته على الصحة، وخصوصا بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع الضغط.
أما بخصوص الإجهاد استعدادا للانتخابات فلا ينبغي إهماله، ولا بد من التوعية بأضراره وخطورة اللجوء إلى الأدوية المنبهة أو المنشطة أو التدخين في تلك الأيام التي تحتاج إلى استقرار الصحة النفسية بما يساعد على اتخاذ القرار الصائب من بين المرشحين.
ومن بين التجارب السابقة فإن لحظات إعلان النتائج بعد فرز الأصوات تكون متوترة بسبب المنافسة الشديدة، وقد تكون أجواء للعنف الانتخابي والسياسي والذي لا مبرر له، ويفسد العرس الديموقراطي بما يترتب عليه من آثار وقتية وآثار بعيدة المدى.
ومن الأمور المهمة أن نتعلم من الانتخابات الروح الرياضية في المنافسة، وأن ننأى عن كل ما قد يفسد هذا العرس أو يؤثر على بهجة الحدث في وقت ينظر العالم إلينا وإلى ممارستنا في الانتخابات ضمن مسيرة الديموقراطية والتي يجب أن تتفق مع قيمنا ومبادئنا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا.
ولا نريد أن تؤثر الانتخابات على الصحة لأن الصحة هي أعظم ثروة يجب المحافظة عليها في جميع الأوقات والتمسك بالسلوك الصحي دائما وتطبيق مبادئ وسياسات طب التجمعات وبصفة خاصة الصحة النفسية وتحديات طب الحشود في أوقات التجمعات الانتخابية.
وقد يكون من المناسب وضع خطة تنمية شاملة للرعاية الصحية أثناء الانتخابات وتفادي تداعيات الانتخابات على الصحة على المدى القريب والبعيد.
ومازال أمامنا عدة أيام لتحليل التحديات ووضع السياسات والبروتوكولات المناسبة للتصدي لها وتفادي أي تداعيات للممارسة الديموقراطية على الصحة، بل يجب أن تفوز الصحة دائما في المنافسات الشريفة، وهناك بلا شك إرشادات ورسائل خاصة بصحة المرشحين ليكونوا قدوة للناخبين في محاربة التدخين والمنشطات والبعد عن مسببات العنف واتباع ورعاية السلوك الصحي بين مؤيديهم وفرق عمل حملاتهم لأن الصحة هي رأس المال في أي منافسة إيجابية شريفة.
أما بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة سواء من المرشحين أو مؤيديهم أو معارضيهم من الناخبين فيجب عليهم المحافظة على تناول علاجهم في مواعيده والمحافظة على تطبيق الإرشادات الطبية من حيث التغذية الصحية والامتناع عن التدخين والراحة وعدم التوتر والإرهاق والقلق، وألا تكون الانتخابات عذرا لتوقف البرامج العلاجية دون تسويف أو تأجيل قد يترتب عليه بعض المضاعفات.
إن الصحة نعمة كبيرة، ويجب أن نحافظ عليها في جميع الأوقات حتى لا نخسرها ونندم على ذلك لاحقا فهي القوة لمواجهة الصعاب وهي التي تبعث الطمأنينة والراحة النفسية.