رحماك ربي رحماك، اللهم ارفع عنا غضبك، المسلمون يذبحون ذبح النعاج، أطفال ونساء وشيوخ يقتلون تحت وابل نيران الصهاينة، وأهالي غزة الصامدة سكانها العزة يواجهون إبادة كاملة رغم أنهم شعب اعزل، ونحن لهم متفرجون، نمط الشفاه، وقد تذرف الدموع، أماتت النخوة العربية؟ أين جيوشنا بل أين رجالنا؟ ماذا تنتظرون؟!
كلنا مشاركون في هذه المذبحة ولو بالصمت وهو صمت القبور، لقد حاكوا المؤامرة وتكشفت أبعادها وأهدافها، ضرب المسلمون في غزة بعد أن فشل الحصار والتجويع في النيل من صمود شعبها المسكين، فقرار الإبادة جاهز والعرب يتداعون لمؤتمر قمة لتستخدم نفس المصطلحات العقيمة، أولها دان وأدان وآخرها الشجب والاستنكار، فلا تعولوا على أي مؤتمر، إنما عولوا على ضمير الأمة التي لن تموت، فسوف يهيئ الله لها رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، عمية عن الشر أعينهم يحرصون على الموت حرص عدوهم على الحياة، يقدمون أرواحهم فداء لتراب الأوطان ومقدسات المسلمين، فعبارات الشجب والاستنكار والإدانة لا تنفع الآن، المطلوب قرار عربي جريء لفتح كل الحدود من كل الدول المحيطة بإسرائيل ومد المقاومة بالمال والسلاح والماء والدواء، فلنفتح كل الجهات وساعتها لن يتأخر أي عربي شريف عن الجهاد.
فأخلصوا النية انتصارا للإسلام والمسلمين ورفعا لراية الإسلام وصيانة لمقدسات المسلمين، هذا إن كنا جادين في مواجهة العدو الصهيوني وغطرسته، أما إذا كنتم غير جادين فقولوا لشهدائنا ونسائنا وشيوخنا وأطفالنا في غزة.. سامحونا، فنحن لم نخلق للجهاد إنما شغلتنا أموالنا وأهلونا، ونحن لا قبل لنا إلا للمهاترات والجدل العقيم، وكنا وكانوا وقلنا وقالوا، أما أنتم فلكم الله، فنحن قوم لا يهمنا غير أن نملأ بطوننا، ما لنا نحن والجهاد، إسرائيل ليست القوة التي لا تقهر فجنودها جبناء بشهادة الجنود البواسل بحرب أكتوبر المجيدة، إنما السؤال: هل نحن جادون لمواجهة العدو الصهيوني ونصرة إخواننا في غزة؟ أم سنكتفي بذرف الدموع وصيحات الاستنكار وحناجر المشيعين لأجساد شهدائنا الأبرار؟
نحن نريد قرارا بفتح الجبهات على إسرائيل دون استثناء، ولا للمزايدات من البعض في فلسطين وغير فلسطين، أطفالنا يذبحون وشبابنا يقتلون، اليوم لا ينفع البكاء وشق الجيوب، اليوم لمن يرفع راية الإسلام بأنه لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله، قال تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).. نسأل الله سبحانه وتعالى أن تزلزل الأرض تحت أقدامهم وترجع فلسطين حرة أبية.
[email protected]