قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن معظم الدول المشاركة في المحادثات النووية مع إيران توافق على الاقتراح الأوروبي الذي يهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقال بوريل في مقابلة مع التلفزيون الإسباني امس «معظمهم موافقون، لكن ليس لدي رد بعد من الولايات المتحدة، التي أعتقد أنها لابد أن تناقشه ونتوقع أن نتلقى ردا قريبا».
في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي كبير لوكالة «رويترز» إن طهران تخلت عن بعض الشروط الأساسية لإحياء الاتفاق النووي، الأمر الذي يزيد احتمال التوصل لاتفاق.
وأضاف المسؤول الاميركي الذي اشترط عدم ذكر هويته لحساسية الأمر أنه على الرغم من أن ايران تقول إنه يتعين على واشنطن تقديم بعض التنازلات فإنها تخلت عن بعض مطالبها الأساسية.
ومضى قائلا «نعتقد أنهم اتخذوا أخيرا القرار الصعب وتحركوا نحو احتمال العودة إلى الاتفاق بشروط يمكن للرئيس جو بايدن قبولها.. إذا كنا أقرب اليوم، فذلك لأن إيران تحركت. لقد تنازلوا عن القضايا التي كانوا يتمسكون بها منذ البداية».
وبين المسؤول الاميركي إن إيران تراجعت بالفعل إلى حد كبير عن مطالبتها بأن ترفع الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني من قائمة منظمات الإرهاب الأجنبية.
وأضاف «قلنا إننا لن نفعل ذلك في ظل أي ظرف. استمروا في تقديم الطلب. ومنذ شهر بدأوا في تخفيف تمسكهم بهذا الطلب الأساسي وقالوا إنه يمكنكم إبقاء التصنيف لكننا نود رفعه عن عدد من الشركات التابعة للحرس الثوري الإيراني.. قلنا (لا.. لن نفعل ذلك)».
وقال المسؤول «إيران تريد ضمانات بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستغلقها جميعا.. قلنا إننا لن نقبل ذلك أبدا»، لافتا ان «الأمر قد يستغرق وقتا أطول قليلا» للتوصل لاتفاق نهائي، في حال إمكانية ذلك، مضيفا «ندرس رد إيران الآن وسنعود إليهم قريبا».
وفي سياق متصل، قال مسؤول اميركي ثان لرويترز إنه بعد التنفيذ الكامل للاتفاق النووي، ستكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية قادرة على استئناف نظام تفتيش شامل يمكنها من الكشف عن أي مسعى إيراني لحيازة سلاح نووي سرا، وستظل كثير من آليات المراقبة قائمة إلى أجل غير مسمى.
ونوه إلى أن إيران ستمنع من تخصيب اليورانيوم وتخزينه فوق مستويات محدودة للغاية، مما يحرمها من المواد اللازمة لصنع قنبلة، كما لن يسمح لها بحيازة أي يورانيوم مخصب بدرجة نقاء 20 و60% مثل الذي تخزنه الآن وسيتم وقف أو إزالة أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي تشغلها طهران، بما في ذلك جميع أجهزة الطرد المركزي في منشآتها المحصنة تحت الأرض في فوردو.
وشدد المسؤول نفسه على أن «القيود الصارمة على التخصيب الإيراني لليورانيون ستعني أنه حتى لو انسحبت طهران من الاتفاق للسعي لامتلاك سلاح نووي، فإن الأمر سيستغرق ستة أشهر على الأقل للقيام بذلك».
الى ذلك، أكد الحرس الثوري الإيراني أن طهران «لا تملك سلاحا نوويا»، محذرا من أن «صواريخه تكفي لحرث اسرائيل».
وقال قائد قوة الجو فضائية للحرس الثوري، العميد حاجي زادة أمس: «لا نملك سلاحا نوويا، لكن صواريخنا ورؤوسها الحربية تكفي لحرث إسرائيل». وأضاف: «كل توقعات قائد الثورة قد تحققت، شهدنا ما حصل في أفغانستان وخروج الأمريكان منها». وأردف حاجي زادة: «لذلك، إسرائيل أيضا سوف تتدمر وفق توقعاته، ومحاولات الكیان الصهيوني للنجاة عبثية».