يقول أهلنا الأوائل في أمثالهم الشعبية الحكيمة: «القول اللين.. يجيب الحق البين».
فهذا المثل في غاية الحكمة لأنه يحث على التروي والحنكة في معاملة الطرف المخالف، فهو قول «شعبي» سديد، وقد يجد له ما يؤيده في هذا المعنى الحكيم، في كتاب الله المجيد، فالله سبحانه وتعالى حين أمر موسى وأخاه هارون بالذهاب لذلك الفرعون الطاغي قال لهما: (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى).
فرغم طغيان فرعون الكبير، ورغم ظلمه وسطوته الكبيرة، إلا أن الأمر جاء إلى النبيين الكريمين بالتحلي بالقول اللين، فالقول اللين هو أول سبيل لإشاعة الخير والإصلاح في المجتمعات، وهو النور الأول الذي يزيح ظلمات كل مشكلة تؤرق الأذهان والأوطان، وأي قفز إلى الأمام دون العبور بمرحلة «القول اللين» يعد وجها من وجوه الإفساد في الأرض، لأنه تصرف فاقد الحكمة ومتجاوز مراحل أولية قد تؤتي النتيجة المنشودة بكل انسيابية وسهولة.
إذن: لين الجانب قد يصلح الكثير من الجوانب، وقد يحقق الكثير من المصالح، وعلى العاقل الفطين أن يستخدم «الأسلوب اللين» في مجريات الأحداث التي تمر عليه أو يمر بها، فهناك الكثر والكثير من الأحداث لا يحلها إلا (اللين)،
ولا يعرقلها إلا «التعصب»، ودعونا نتساءل: لماذا يجنح الإنسان إلى الطرق الوعرة في تحقيق الخير الذي ينشده ما دام هناك طرق أكثر سلامة تؤدي الغرض المطلوب دون الولوج في أي مخاطر أو مفاسد لا نهاية لها؟!
ومن هذا المنطلق، ندعو إلى الركون إلى الحكمة في مجابهة أحداث الحياة بمختلف صورها، فدون الحكمة لن يتحقق ما تصبو له النفوس، فالحكمة زينة العقول التي تزين كل قول وتصرف، فلتكن عقولنا تنبض حكمة، حتى تتحول أفعالنا إلى أفعال راشدة واعية، حفظ الله الجميع.
بسم الله الرحمن الرحيم (وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين).
HaniAlnbhan@