«انطوه» باللهجة العراقية تعني أعطوه
على الرغم من سيل الاتهامات والتسفيه الذي يوصف به نهج السيد مقتدى الصدر، وصور الفوضى التي يعبر بها بعض أفراد تياره عن احتجاجاتهم ومطالبهم داخل العراق، وسواء رضينا أم كرهنا، فقد ثبت قطعا قدرته على تحريك الشارع العراقي بقدر قدرته على تجميد الحراك وعودة عناصره إلى منازلهم.
ليلة الإثنين الماضي الدامية التي بدأت بالاستيلاء على مقار السلطات الثلاث ثم تطور إلى استخدم السلاح المتبادل بين إخوة الإيمان في مظهر يدمي قلوب المحبين ويفرح الأعداء، وكان الأمر سيتسع ويتعمق إلى الاستيلاء على المؤسسات والمطارات والموانئ في فوضى عارمة تهدد الكيان العراقي، لم يفد فيه قرار منع التجول ولا المناشدات من الداخل والخارج بضبط النفس والجلوس إلى الحوار الوطني.
ولكن بكلمة واحدة من السيد مقتدى الصدر منذرا المعتصمين والمسلحين من التيار الصدري لمدة 60 دقيقة فقط للانسحاب وإلا تبرأ منهم! ممتدحا القوات الأمنية والحشد الذين تحلوا بضبط النفس، مؤكدا أن القاتل والمقتول في هذه المعركة الخاسرة، كلاهما في النار!
في كلمة اعترف المنافسون له بالشجاعة. وبالفعل خلال دقائق معدودة انسحب الجميع فورا، وعاد الهدوء وتم رفع منع التجول!
وما دام هذا الواقع الذي لا مفر منه، فلماذا لا يعطى الصدر الفرصة لتشكيل الحكومة في تجربة جديدة بعد اكثر من عشرين عاما من حكم التيارات المنافسة له، كان خلالها - ولايزال - الشارع العراقي يئن من هيمنة الفساد والبطالة وسوء الخدمات العامة! دون أن ينتقص ذلك عن جهادهم ضد الطاغية صدام، وجهودهم وإنجازاتهم الأخرى والتي أهمها هزيمة داعش وملاحقة فلولهم حتى الآن.
أقول أعطوه فرصة لتنمية العراق من الداخل، تحت اتفاق وطني عبر حوار شامل، يحتم الالتزام بالثوابت والمبادئ الوطنية والدينية.
[email protected]