لطالما كان الإعلام بشتى فروعه مرآة للمجتمع يعكس آماله وطموحاته ويلقي الضوء على مشكلاته ساعيا لإيجاد الحلول دون زيادة أو نقصان يعرض الأمر بحيادية تامة، وللمهنة العظيمة آداب وأخلاقيات لابد من التمسك بها، وميثاق يستحق كل التقدير والاحترام. وكتب على الإعلاميين والصحافيين أن يكونوا نموذجا يعكس القيمة والقامة لمنابرهم التي يعملون بها، ويبحثون عن الحقيقة وينقلون الأحداث بكل شفافية ومصداقية.
المهمة الأولى للإعلامي أو الصحافي سواء في المرئي أو المكتوب أن يكون ناقلا محايدا للخبر، يعرض تفاصيله ويشير نحو الحقيقة الكاملة، ويشيد بالمصلحين ويكشف عن الفاسدين، ولقد علمتنا الصحافة الكويتية ألا نلقي الاتهامات جزافا على الآخرين دون أدلة، وألا نجعل من أنفسنا «ببغاوات» نردد كلمات دون تفكير، وتعلمنا أيضا أن لكل مقام مقالا، ويبقى احترام الآخرين وحرياتهم هي القاعدة في مهنة الصحافة، أما المهمة الثانية للإعلامي فهي أن يكون صانعا للحدث، إما أن يكشف عن فساد أو يلقي الضوء على مشكلة يحرك من خلالها الجهات المعنية لتعمل على حلها، ومن يقرأ في تاريخ الصحافة حول العالم سيجد أن أعلام الصحافة خلدوا أسماءهم في سجلات التاريخ من خلال كتاباتهم.
ونحن الآن في زمن إعلام «التيك آواي» أصبح لدينا البعض ممن ينسبون أنفسهم للإعلام وسعوا إلى تحقيق الشهرة ولفت الانتباه وتحقيق «التريند» بأساليب يتبرأ منها الإعلام، مثلما حدث مع عدد من المرشحين بانتخابات مجلس الأمة الحالي والتي تحول فيها بعض المراسلين إلى مثيرين للمشكلات يسخرون من هذا ويوجهون الاتهامات دون سند لغيره، هذا إلى جانب الفوضى التي يحدثها البعض، وهذا ما لا يليق بهذا العرس الديموقراطي.
حقيقة إنني لا ألتمس العذر لهم ولا أبرر، ولا أدافع عنهم بعدما باتوا محل انتقاد من جانب الجمهور بسبب تلك التصرفات التي لم نعهد بها من قبل في إعلامنا الكويتي، أما عن موقف وزارة الإعلام من تلك التجاوزات فكان جيدا إلى حدا ما، ولكن لدينا هنا سؤال يطرح نفسه هل سيلتزم الجميع بما دعت إليه الوزارة، أم أن المشهد العبثي سيكون ضيفا في كل حدث عام.
أدعو جميع الزملاء المحترمين لأن يتذكروا ميثاق مهنتنا العظيمة، وأن يكونوا على قدر من الأمانة في نقل الأخبار بكل حيادية ومصداقية، وأذكركم بقول الشاعر «بالكلمة تنكشف الغمة الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة» فكونوا دليل أمتنا في عهدنا الجديد، وحافظوا على شرف وآداب المهنة في نقلها.
٭ «مسج»: سمو الشيخ أحمد النواف، لا شك أن جولاتك في بعض الوزارات لاقت استحسانا لدى الشعب كونك رئيس الوزراء وتنزل إلى أروقة الوزراء باحثا عن الخلل والقصور، وباعتقادي أن الأمر جيد، لكن ليس مطلوبا منك سموك، بل من الوزراء الأفاضل حتى يعرفوا ما يحتاجه المواطن ويحثوا المسؤولين على مساعدة المراجعين بدلا من الجلوس خلف مكاتبهم وشكرا.
[email protected]