بيروت ـ عمر حبنجر
زار رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي عين التينة أمس، قارعا باب رئيس مجلس النواب نبيه بري، في إطار جولة اتصالات سياسية، افتتحها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بزيارته ميقاتي في منزله بوسط بيروت مساء الاثنين، وربما انتهت بزيارة سادسة إلى الرئيس ميشال عون في بعبدا.
وبعد لقاء سريع مع بري استغرق نصف ساعة أمس، اكتفى ميقاتي بالقول «بحثنا موضوع الموازنة العامة للدولة، وإمكانية ان تكون أمام مجلس النواب الأسبوع المقبل»، موحيا بأن اللقاء يقع في نطاق تصريف الأعمال.
أما بعد لقائه جنبلاط، فقد أشار الرئيس المكلف إلى تعاون كامل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، ومختلف الجهات السياسية، لتكون هناك ثقة، وقد تحدثت معه حول الأمور المعيشية.
وردا على سؤال، قال: لا يوجد فراغ رئاسي، بل شغور وفق الدستور الذي ينص على تولي الحكومة، دون تحديد أي حكومة، مهام الرئاسة، وبالتالي فإن حكومة تصريف الأعمال ستتابع عملها كالمعتاد بعد 31 أكتوبر في حال شغور موقع رئاسة الجمهورية، موحيا بأنه لا حكومة جديدة قبل نهاية الولاية الرئاسية ولا تعويم للحكومة المستقيلة! أما جنبلاط، فقد اكتفى بالقول «ان الأمور الكبرى أتركها لغيري، هم يمسكون باللحظة التاريخية، وأنا أهتم بالأمور الصغرى، بكل تواضع».
وسبق لبري ان اعتبر في خطاب ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر «ان مجلس النواب لا يفقد صلاحياته في ظل الشغور الرئاسي»، ما يعني التقاء رئيس المجلس والحكومة، على اعتبار ان الشغور الرئاسي، لا يعطل مهام المجلس التشريعية، ولا يمنع حكومة تصريف الأعمال من القيام بالمهام الرئاسية التصريفية، في رسالة مشتركة منهما إلى المراهنين على التعطيل الشامل بعد 31 أكتوبر، وهذا ما يعزز حظوظهم الرئاسية.
مصادر في التيار الحر وقبل كلمة رئيس التيار جبران باسيل عصر أمس، اعتبرت أن حركة الرئيس ميقاتي وقوله «ان حكومة تصريف الأعمال يمكنها تولي مهام رئاسة الجمهورية في حالة الشغور الرئاسي، بأنه إقرار منه بعدم نيته تأليف الحكومة، وانه يرتضي ان يكون أداة الغرب، ولبعض الداخل للضغط علينا في موضوع رئاسة الجمهورية».
وتشير المصادر إلى أن هذه اللقاءات والاتصالات الناشطة في بيروت متصلة بعودة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل آموس هوكشتاين المرتقب وصوله إلى العاصمة اللبنانية خلال أيام.
نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، الذي يلعب دور صلة الوصل بين السلطة اللبنانية وهوكشتاين، التقى الرئيس ميشال عون أمس، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال من بعبدا «ان ما يصدر عن الإعلام اللبناني بخصوص ملف الترسيم متناقض، وكذلك عن الإعلام الإسرائيلي، وان هناك رسالة وصلتنا، وفحواها ان ملف الترسيم يجب ان ينجز، لكن الأمور ليست سهلة، وشهر سبتمبر سيكون حاسما».
وتطرق بوصعب إلى خطاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الأخير، وقال «ان توقيت الهجوم على الرئاسة مشبوه»، لترد عليه القوات اللبنانية، عبر إذاعة لبنان الحر قائلة «المشبوه هو السياسات التي أوصلت البلاد إلى ما هو عليه».
مصادر معنية نقلت تصميم الإدارة الأميركية على ان تبلغ مفاوضات الترسيم خواتيمها الإيجابية بعيدا من أي ضغوط أو سقوف زمنية، في إشارة إلى مهلة سبق ان وضعها حزب الله للترسيم في سبتمبر، وسط ترجيح المصادر تأخير التوقيع إلى ما بعد نهاية عهد عون.
في هذا الوقت، المواطن اللبناني القابع تحت مظلة سلطة عديمة المشاعر عينه على فاتورة مولد الكهرباء وقلبه مع انقطاع الإنترنت، والجديد ان أباطرة المولدات الكهربائية القائمين مقام الدولة يضغطون على المشتركين بواسطة التقنين، توصلا إلى تحويل فاتورة المشترك من الليرة إلى الدولار بدءا من سبتمبر ودون ان يقف بوجههم أحد.
فهذا «الكارتل» مدعوم من جهات خفية في الدولة ومؤسساتها، خصوصا إدارة النفط في وزارة الطاقة التي تتحكم بأسعار المحروقات، ولها خطوطها مع وزارة الطاقة والكهرباء ووزارة الاقتصاد «الشاهد اللي ما شافت حاجة»، ووزارة الاقتصاد عاجزة عن حماية رغيف الخبز، فيما الدولار تجاوز سقف الـ 35 ألفا.