نتحدث اليوم عزيزي القارئ عن الانفصال الشبكي، فهناك بعض الأنواع من الانفصال الشبكي نادرة الحدوث «الانفصال الشدي والرشحي»، ولكونها نادرة نسبيا سنقصر الحديث عن النوع الأشهر، وهو الانفصال الشبكي القطعي، وفي هذا النوع لابد من قطع في غشاء الشبكية أولا لكي ينفذ من خلاله السائل الزجاجي، الذي عادة ما يصيبه بعض الدخول ليفصل ما بين الشبكية والمشيمة، والواقع أن وجود قطوع في أطراف الشبكية أمر وارد نتيجة حدوث بعض التحللات، وهذه لا تشكل في حد ذاتها خطورة على الإبصار، إلا أن وجودها قد يزيد من احتمال الإصابة بالانفصال الشبكي.
وقصار النظر بدرجة كبيرة، ومن أصيب سابقا بالانفصال الشبكي في العين الأخرى، وذوو الأقارب ممن أصيبوا سابقا «أب أو أخوة»، لذا ينبغي اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية لأصحاب تلك الحالات.
وقد يسأل سائل فيقول.. وهل هناك علامات تحذيرية للانفصال الشبكي؟
ونقول: ليس بالضرورة إلا أنه في أحيان كثيرة يرى المريض أضواء «برق - فلاش» أو خيالات عنكبوت، أو فرع شجرة، بكثرة وبصفة فجائية، وفي مجال الرؤية، أو ربما يشاهد ما يشبه الستار يحجب جزءا من مجال الرؤية.
وقد يقول قائل. وكيف نتفادى الإصابة بهذا المرض؟
ونقول إن ما يقرره جراح الشبكية، وقد يشمل ذلك نصائح محددة مثل تجنب الرياضة العنيفة «الملاكمة ونحوها»، وضربات الرأس، وقد يشمل جلسة علاج بالليزر للحام قطوع الشبكية، أو ربما احتاج الأمر إلى جراحة مصغرة.
أما علاج الانفصال الشبكي فهو بالضرورة جراحي، وتتباين أنواع الجراحة حسب الحالة، إلا أن الأسلوب الشائع يكون عن طريق إغلاق ولحام قطع الشبكية بالتبريد مع تثبيت قطعة من كاوتش السيليكون على الجدار الخارجي للصلبة في مقابل القطع لضم الشبكية إلى المشيمة حيث تلحم معها في غضون أيام قليلة.
ولا بأس من إجراء جراحة أخرى أو تكميلية، حيث إن هذا الأمر وارد في بعض الحالات، وقد يناسب الحالة أسلوبا معينا ربما يصعب التنبؤ به لدى إجراء الجراحة الأولى.