ها هي العجلة تدور وأصبحت الكويت ومستقبلها في أعناقنا ورهينا بأصوات الناخبين على اختلاف ثقافاتهم وانتماءاتهم، تصوروا جميعا أن كرسي البرلمان نمنحه أنا وأنتم لمن يرسم مستقبلنا، فمن نأتمنه على مستقبل بلدنا وأولادنا ونسلمه رقابنا؟
إن صوتك أخي المواطن أمانة، فلا تعطه إلا لمن يستحق وستحاسب عليه يوم القيامة تحلل من كل الضغوط أياً كانت قبلية أو مذهبية أو فئوية فلنراجع انتماءاتنا وأولوياتنا فلا نجعلها للقبيلة أو المذهب أو إلى شيء آخر يغلق عينيك عن واجبك الأكبر وانتمائك الأعظم، فالكويت هي الأهم، ولنتخلص من كل القيود التي تعرقل حسن اختيارنا لمن يمثلنا ويحقق طموحاتنا ولنجعل الانتماء الأكبر لأمنا الكويت.
لقد ضاعت دول بعد أن مزقتها الأحزاب والأهواء لأنهم جعلوا الولاء والانتماء للحزب وليس للدولة ولم يدركوا خطورة هذا الانتماء وهذا الولاء لغير بلدانهم، فلابد من نواب مجلس الأمة أن تكون قراراتهم ومشاريعهم خالصة لوجه الله، وألا يمارسوا التنفيع في أي صورة.
وليفهم كل ناخب أن صوته أمانة لا يباع ولا تفريط فيه، وعلى الحكومة مراقبة العملية الانتخابية، فلا حل لنا وديمقراطيتنا إلا بتحرير النائب من كل الضغوط التي تمارس عليه باختلاف مسمياتها، والمرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود من السلطتين التشريعية والتنفيذية والابتعاد عن السجالات الشخصانية.
ولابد من كشف الذمة المالية وتفعيل حقيقي لقانون «من أين لك هذا؟» حماية للمال العام، ولابد من الوعي الانتخابي، لأن هذا الوعي سينعكس على مخرجات مجلس الأمة، ولابد من وجود لجنة القيم داخل مجلس الأمة لضبط الإيقاع والابتعاد عن التصريحات أو التصرفات التي لا تتفق مع الدستور والقانون والعادات، ولتتضافر الجهود حتى تعود أمنا الغالية الكويت إلى مكانتها كلؤلؤة ودرة للخليج، ولتنصهر جميع الفئات في بوتقة واحدة وهي الوحدة الوطنية، قال تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة..).
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه.. اللهم آمين آمين.
[email protected]