في حقيقة الأمر إن الشعب الكويتي ورث قيما وعادات تناقلها أجيالا عن أجيال، وعاش هذا الشعب على التمسك بهذا الموروث، وقد تشبع الكويتيون جميعا بعاداتهم وقيمهم الموروثة النابعة من الدين الحنيف والسنة الطاهرة والقيم العربية الأصيلة، لذلك حافظ هذا الشعب على صيانة القيم الكويتية وتناقلتها الأجيال منذ عهد ما قبل تكريس النظام السياسي، لذلك تميز الكويتيون بحفظ قيم الأمانة والمصداقية وكلمة الشرف وكل الموروثات العربية التي أصبحت هاجسا لهم للمحافظة عليها والتمسك بجلابيبها!
نعم، الكويتيون لا أعتقد أنهم يفرطون في قيمهم الموروثة ولا يحتاجون لمن يملي عليهم عادات وتقاليد مفروضة تتعلق بهم وبقيمهم التي تعلموها وجبلوا عليها من عادات وقيم أجدادهم وآبائهم وحكامهم وحصنوها بنصوص دستورهم العريق قبل ستين عاما حفاظا على قيمهم العربية والإسلامية الموروثة والمطعمة بعاداتهم وتقاليدهم الكويتية المصانة والمحصنة وفق الشريعة الإسلامية ودستور 1962 والقوانين الصادرة وفقا للتشريعات الدستورية والقانونية التي أقرها مجلس الأمة الموقر ورجاله الأمناء على هذه القيم الموروثة جيلا بعد جيل!
من هنا نعتقد أن الرجال الذين أصبحوا اليوم في «عالم الغيب» هم من آمنوا بالقيم الكويتية الموروثة والتي صاغوا من ثوابتها مواد وثيقة دستورنا الوطني العريق باحترافية لغوية وقدرة قانونية جعلتنا جميعا متمسكين بهذه القيم السياسية والاجتماعية والوطنية حتى اليوم والى الأبد وهي الأمانة الموروثة التي سنحملها في ضمائرنا إلى أجيالنا الكويتية القادمة، وهي الوديعة ذات القيمة الراسخة في ضمائرنا وفي ضمائرهم مستقبلا لينقلوها موثقة وموروثة كما تعلمنا نحن. لذلك بات علينا جميعا ألا ننتظر أي إعلان آخر يتداخل مع قيم وثيقتنا الدستورية والتي أقسم عليها كل من دخل قاعة «عبدالله السالم» بصونها واحترامها والدفاع عنها!
من هنا نقول سنبقى متمسكين بالله ثم بهذا الوطن والأرض نحافظ جميعا على دستورنا ونتمسك بقيمنا الكويتية الموروثة! والله من وراء القصد، فالكويت باقية ونحن الزائلون!