في هذه الأيام نعيش فترة العرس الديموقراطي، ولعل معظم أحاديثنا تدور حول الانتخابات والبرامج الانتخابية وما يطرحه المرشحون في ندواتهم، لكن في المقابل هناك أمور في العلن وفي الخفاء تحدث ربما تعكر صفو العملية الانتخابية، خصوصا أن الوضع اختلف كثيرا بعد دخول وسائل التواصل الاجتماعي وسرعتها في نقل الخبر ونقل الإساءة ونقل الإشاعة، كل هذه الأمور مجتمعة لابد أن يكون لها تأثير ليس فقط على المرشحين ونسب نجاحهم أو وصولهم للمجلس، وإنما تأثيرها يكون أكبر وأشمل وأوسع وأضرارها تكون ممتدة إلى فترات طويلة على الناس أنفسهم بسبب ما يحدث من خلافات وتشنجات في الدواوين والمقاهي والأماكن العامة، كل شخص تجده متزمتا برأيه ومؤيدا لطرف معين، والطرف الآخر يبادله نفس الشعور.
هناك من يدافع عن مرشح من قبيلته أو عائلته أو طائفته، وآخر يدافع ويتحدى ويتجاوز على الآخرين بالشتم والقذف والبهتان، ربما لو أن هذه الأمور كانت تحدث قبل ثلاثين أو أربعين سنة لوجدنا لهم العذر بسبب أنها تجربة جديدة لم يعتد عليها الناس، أما وإن الديموقراطية والانتخابات مضى عليها ستون عاما فهذا يجعل عندنا الخبرة والدراية الكافية في طريقة التعامل وطريقة اختيار الكلمات التي لا تؤدي إلى أذية الناس وجرح مشاعرهم وينتج عنها القطيعة بين بعضهم البعض بسبب الشحن والضغط والنفسي الذي كان يدور بينهم، وفي النهاية سينجح أشخاص ويصلون إلى المجلس ولن يهتموا بما كان يدور من خلافات بين مؤيديهم وأقاربهم وغيرهم من مؤيدي الخاسر.
في النهاية هم الذين تأثرت علاقتهم سواء كانوا أقرباء أو أصدقاء أو زملاء، لذلك نتمنى على الناخبين ألا ينجرفوا وراء الشائعات والأقاويل والممارسات التي تتم في تويتر وانستغرام وغيرهما، والتي بدورها تتسبب في مثل هذا الجو غير الصحي وغير الديموقراطي وغير الأخلاقي.
لنحافظ على علاقتنا والود والتسامح فيما بيننا ونختار الشخص الصالح والقوي والأمين، ونبر بالشهادة والأمانة التي وكلت لنا بعيدا عن كل هذه المؤثرات السلبية ونعبر بوطننا إلى بر الأمان.
[email protected]