بعد التحية عزيزي القارئ، نعلم أن الكثير تحدث وكتب وأشار إلى الخطاب التاريخي لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، والذي ألقاه نيابة عن سموه، سمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد، فالقيادة العليا ترشدكم إلى الطريق الصحيح، طريق العزة والمحبة والأمان «هدفنا من هذا الحل الدستوري الرغبة الأكيدة والصادقة في أن يقوم الشعب بنفسه ليقول كلمة الفصل في عملية تصحيح المشهد السياسي»، فهذا التصريح الصريح يضع على عاقتنا حمل الاختيار الصحيح، وأن نجعل هذا النصح نصب أعيننا.
عزيزي القارئ، من الطبيعي أن يسعى الإنسان دائما للأفضل في جميع نواحي حياته وينطوي ذلك على العادات والتقاليد المتعارف عليها، ونحن في الكويت لنا عادات قديمة نعتز بها، منها ما نستطيع تغييره ومنها ما يصعب علينا تغييره، واليوم سنتحدث عن العادات التي يمكن تغييرها، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، طبيعة ميولنا والتفافنا حول الأشخاص مرشحي مجلس الأمة، إن المثل المتعارف عليه «أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على...»، الذي أصبح باليا وغير مجد في كثير من الدول المحيطة بنا، للأسف مازال سائدا بيننا إلى درجة يصعب التحدث بغير ذلك، والمناقشة في هذا المثل يعتبر من المحرمات وكمن يحمل السلم بالعرض، فمن هذا المنطلق أدعوكم وأدعو نفسي لأن نغير هذه العادة ونحول المثل السابق إلى ما جاء في القرآن الكريم (إن خير من استأجرت القوي الأمين).
إن الشخص الذي يكسب شهادتك هو بالأساس زكي من قبلك بأن يتحدث باسمك، ويطالب باسمك، ويترافع باسمك، فإذا اخترت من يستحق شهادتك وتزكيتك فأبشر بالخير ونفع في الدنيا وفي الآخرة الأجر والثواب، أما إذا كان اختيارك حسب عادتك القديمة! واستغل النائب هذا الشهادة بما لا يرضي الله سبحانه وتعالى، فأبشر بتعطيل مصالحك في الدنيا وفي الآخرة أثم عظيم، لأن شهادتك كانت بمنزلة شهادة الزور، والعياذ بالله.
أيها الأحبة، إن المصالح الشخصية الضيقة والتي كانت المسبب الكبير والرئيسي في تعطيل قطار التنمية وتطوير البلاد، منذ هذه اللحظة لا بد أن تنتهي، لأننا محاسبون عما نقدمه ونورثه لأبنائنا وأحفادنا وأجيالنا القادمة، فقد تعبنا ونحن نرى دولتنا الحبيبة تتأخر عن الركب العالمي والخليجي، لأن الكثير منا يقدم مصلحته على مصلحة البلاد، ولا تنسوا مقولة «كما تكونوا يولى عليكم».
نعم نحن السبب الرئيسي أيها الإخوة، إن عاداتنا السيئة التي غطت أعيننا عن المصلحة العامة سنحاسب عليها، ويجب أن نعي أننا كنا على خطأ، وهذا الخطأ لا بد أن نصححه قبل أن يتفاقم ويستفحل.
أيها القارئ العزيز، إنني على المستوى الشخصي قلق، محبط، متعكر، و... و...، من أطروحات بعض مرشحي الأمة التي تثير الفتنة والتفرقة! ولسان حالهم يقول: «أنا ومن بعدي الطوفان»!.
اصحوا يا ناس، الأمر خطير جدا لدرجة الامتياز، إننا في وضع لا نحسد عليه، إما أن نكون أو لا نكون، إما أن تستمر الكويت بنهضتها وتقدمها برجالات دولة قلبهم على الكويت وأهلها ومصالحها أو نسقط في هاوية طوفانهم ونضيع بأيدينا فرصة مستقبل زاهر لأبنائنا، صراحة لا أخفي عليك تخوفي، ولهذا أطلبك بأن تكون انتخابات هالسنة غير، من أجل ديننا وترابطنا وعزتنا وأبنائنا وبلدنا وأن نسير على نهج أميرنا في خطابه التاريخي، ودمتم يا أهل الكويت منارة لمن حولنا كما عهدنا التاريخ على مر العصور.