واصل قادة وزعماء العالم، لليوم الثاني على التوالي، إلقاء خطاباتهم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 77، مركزين على العديد من الملفات الحيوية بما في ذلك الأمن الغذائي العالمي، والحرب في أوكرانيا، والملف النووي الإيراني. كما تواصلت ديبلوماسية الاجتماعات الثنائية على هامش فعاليات الاجتماع السنوي الأهم والذي يستمر لنحو أسبوع.
فقد أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، في خطاب من على منبر الأمم المتحدة، أنه لا يجب خوض أي حرب نووية في العالم، مشيرا إلى أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين هدد أوروبا بالسلاح النووي، واصفا إعلان موسكو للتعبئة لزيادة هجومها على أوكرانيا بـ «الأمر الفاضح» والاعتداء «الوقح» على ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.
وتابع «روسيا انتهكت بوقاحة المبادئ الأساسية لميثاق الامم المتحدة»، مضيفا أن القوات الروسية هاجمت المدارس وسكك الحديد والمستشفيات الأوكرانية كجزء من هدفها «إلغاء حق أوكرانيا في الوجود كدولة».
وأضاف بايدن أن «العالم يواجه تبعات حرب بوتين في أوكرانيا»، واصفا إياها بانها «حرب رجل واحد»، لافتا إلى ان واشنطن حذرت من غزو روسيا لأوكرانيا قبل أن يبدأ، متهما موسكو بارتكاب مجازر وانتهاكات هناك.
وشدد الرئيس الاميركي على ان واشنطن والشركاء والحلفاء يعملون لمنع روسيا من الاعتداء على دول حلف شمال الاطلسي (الناتو).
وشدد على انه «لا يمكن الانتصار» في حروب نووية، مبديا استعداد الولايات المتحدة للتفاوض على معاهدات أسلحة.
وقال إن ميثاق الأمم المتحدة يتعرض للاعتداء من قبل «دول تعمل ضد الديموقراطية»، مؤكدا رفض بلاده استخدام القوة والحرب لاجتياح الدول.
وأعرب بايدن عن دعمه لزيادة عدد الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، داعيا إلى «زيادة عدد الأعضاء الدائمين وغير الدائمين» في هذه الهيئة الرئيسية للأمم المتحدة ليتاح تمثيل دول من افريقيا وأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
وبشأن الصين، أكد الرئيس الأميركي أن واشنطن «لا تسعى الى نزاع» مع بكين رغم التوتر بين العملاقين الاقتصاديين لا سيما بشأن تايوان.
وقال بايدن «اسمحوا لي أن أكون صريحا بشأن التنافس مع الصين»، مضيفا «الولايات المتحدة لا تسعى الى نزاع. الولايات المتحدة لا تريد حربا باردة» مع الصين.
وأعلن الرئيس الأميركي عن مساعدة جديدة بقيمة 2.9 مليار دولار لمكافحة انعدام الأمن الغذائي العالمي.
وتضاف هذه المساعدة الجديدة إلى مبلغ 6.9 مليارات دولار وعدت به واشنطن لمكافحة الجوع في العالم.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد حض المجموعة الدولية على «ممارسة أقصى الضغوط» على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أبدى استعداده لاستخدام «كل امكانات ترسانته» ضد الغرب.
وقال ماكرون على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إن قرارات بوتين الذي أعلن أيضا عن تعبئة الاحتياطي «تؤدي الى عزلة روسيا بشكل إضافي»، مشيدا بالتصريحات الأخيرة من الصين والهند اللتين دعتا إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
من جهته، أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن بلاده لا تسعى لحيازة سلاح ذري، وطالب بضمانات من الولايات المتحدة بأنها ستلتزم بأي اتفاق نووي يتم التوصل إليه.
وقال رئيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن «جمهورية إيران الإسلامية لا تسعى إلى صنع أسلحة نووية أو حيازتها، ولا مكان لهذه الأسلحة في عقيدتنا».
وشكك الرئيس الإيراني في مصداقية واشنطن لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الدولية الكبرى عام 2015، وقال: «يستمرون في تكرار نفس مسائل الماضي مما يجعلنا نشك في التزامهم بالعودة إلى الاتفاقية».
وتساءل «هل يمكننا حقا أن نؤمن بهذا الالتزام (الأميركي) دون ضمانات وتطمينات».
وتحدث الرئيس الإيراني بنبرة تحدي قائلا إن طهران تريد محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتهمة اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي لقي حتفه في ضربة بطائرة مسيرة أميركية عام 2020 في العراق.
واتهم رئيسي دول الغرب بـ «الكيل بمكيالين» فيما يتعلق بحقوق النساء في وقت تشهد بلاده احتجاجات، منددة بوفاة شابة بعد أن احتجزتها شرطة «الأخلاق»، وقال «لدينا هذا الكيل بمكيالين حيث يتركز الانتباه فقط على جهة واحدة وليس على الكل»، مشيرا إلى وفاة نساء من السكان الأصليين في كندا وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إلى ذلك، التقي رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نيويورك، في أول لقاء يجمع رئيس وزراء إسرائيلي مع أردوغان منذ العام 2008.
وقال بيان صادر عن مكتب لابيد انه التقى أردوغان في إطار زيارته الديبلوماسية إلى نيويورك.
وهذا هو أول لقاء يعقده رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس التركي منذ الإعلان عن استعادة التمثيل الديبلوماسي الكامل وإعادة السفيرين والقنصلين العامين إلى البلدين.
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي برفع مستوى التمثيل الديبلوماسي وبتعيين السفيرة الإسرائيلية الجديدة لدى تركيا إيريت ليليان.
كما تم بحث التعاون بين البلدين في مجالي الاقتصاد والطاقة.