هذا العام يمر قرنان على فك رموز اللغة الهيروغليفية على يد العالم الفرنسي الشهير جان فرانسوا شامبليون الذي أهدى للعالم أهم مفاتيح فهم أسرار أعرق حضارات الدنيا في سبتمبر 1822، وبهذه المناسبة أطلقت المكتبة الوطنية الفرنسية في باريس «سنة شامبليون»، وأقيم معرض يلقي الضوء على نبوغ هذا العالم الذي سحرته الحضارة الفرعونية، فعشقها حتى باحت له بأهم أسرارها.. شفرة اللغة الهيروغليفية.
وقصة العالم الفرنسي معروفة مع «حجر رشيد» الذي كان يضم نقوشاً باللغتين الهيروغليفية واليونانية، وتتواجد نسخته الأصلية في المتحف البريطاني، بينما تعرض المكتبة الفرنسية الوطنية نسختين إحداهما بالصب والأخرى بالحفر.
لا شك أن الشعب المصري يحمل كل العرفان للعالم الفرنسي، بدليل وجود تمثال له في القاهرة وإطلاق اسمه على أحد أهم شوارع قلب القاهرة، فأين المشكلة إذاً؟
بدأت المشكلة مع وضع إحدى كليات جامعة السوربون الشهيرة تمثالاً لشامبليون في الوضع «مفكراً» وقد وضع حذاؤه على رأس فرعون مصري (قيل إنه إخناتون) ما أثار المصريين على الصعيدين الشعبي والرسمي.
التمثال (المسيء من وجهة نظري) نحته الفنان الفرنسي فردريك أوجست بارتولدي، وهو نفس الفنان الذي صنع تمثال «الحرية» الشهير بناء على طلب الخديوي إسماعيل ليضعه في مدخل قناة السويس، بمدينة بورسعيد، غير أن ظروف مصر الاقتصادية منعت تمويله فاتجه إلى نيويورك!
وحقيقة لا أفهم وجهة النظر «الفنية» التي تبناها الفنان الفرنسي في وضع حذاء عالم فوق رأس فرعون مصري؟ وما هو الإبداع في ذلك؟ وما هي «الرسالة» التي يوجهها للعالم؟.. أظن من حقه «تعظيم» العالم الفرنسي شامبليون.. دون «تحقير» الحضارة الفرعونية.
والغريب في الأمر أن الدولة المصرية ممثلة في وزارتي الخارجية والآثار والشعب المصري ممثلاً بالعديد من جمعيات النفع العام طالبوا فرنسا بإزالة التمثال المسيء من مكانه على مدى السنوات العشر الماضية، وبكل الطرق دون جدوى.
يا سادة كثفوا ضغوطكم فالتمثال يسيء لفرنسا كما يسيء لمصر، ولا أفهم كيف تقبل الثقافة الفرنسية المبنية على «الحرية» مثل هذه الإساءة للحضارة المصرية؟!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]