ينتظر الكويتيون المبدعون من المهتمين بالثقافة والفكر والحضارات السالفة.. انطلاق الموسم الثقافي الذي يصادف 21 من سبتمبر الجاري، هذا التاريخ يعلن عنه بدء بانطلاق الأنشطة الثقافية في دار الآثار الإسلامية لعام 2022.
ولا يخفى عن أبناء الكويت الدور الكبير لهذه الدار الثقافية والإسلامية، التي مازالت نقطة اتصال بيننا وبين دول العالم الأول ثقافيا وسياحيا على المستوى متاحف الآثار العالمية، فلابد أن نشيد بالدور الذي قدمته الدار حيث القبلة السياحية الأولى، للقادة والزعماء والمؤرخين والموثقين من المهتمين بآثار الكويت وتاريخها، ومنها زيارة البابا للدار حين تواجده في الكويت.
وترجع القيمة المعنوية والاقتصادية لدار الآثار الإسلامية في الكويت، والتي عادت على الكويت بكل سمعة طيبة منذ ما يقارب 40 عاما، بسبب تنوع الأنشطة الثقافية والفنية خلال المواسم الثقافية السنوية، واستضافة الدار لكثير من المسارح الفلكلورية العربية والعالمية، والفن الشعبي الكويتي والخليجي في كل موسم ثقافي تتنوع فيه البرامج، التي يقصدها الكثير من الشخصيات والنخب التي لها وزنها في الكويت والعالم.
ولعل هناك من يتساءل عن سبب هذه السطور التي أكتبها بامتنان، أقول إنه على كل مواطن المحافظة على الإرث الثقافي في وطنه، وخصوصا لو كان كإرثنا التاريخي.. فالكويت البقعة الخصبة للحضارات ولمسارات الحروب الكونية في سالف الزمان، إلى جانب النوادر من التحف والخزفيات والتاريخ يحكي عن نفسه في حاضرة الدار.
لم تكتف دار الآثار الإسلامية باحتواء كل ما هو كويتي وإسلامي ومعالم حضارية، بل انطلقت بها نشاطات للأطفال من خلال المكتبة التي تنوعت ما بين القراءة ومناقشة الكتب والتعرف إلى المواهب الكويتية على اختلافها.
ولابد أن نذكر جهود المؤسسين.. المؤسس الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله، وعقيلته حفظها الله الشيخة حصة صباح السالم الصباح، استطاع الراحل وعقيلته صناعة المجد الثقافي كويتيا لتكون الدار سفيرة إلى العالم عبر ما تضم من آثار وتاريخ، وحتى بعد استرجاع ما فقدناه أثناء الغزو العراقي على البلاد، وبفضل جهود الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد، والشيخة حصة الصباح، حفظها الله، تم استرداد المقتنيات والآثار الوطنية إلى حاضنة الوطن، مما يدل على أن الدار أيضا دورها وطني بامتياز بالمحافظة على التاريخ الكويتي وتاريخ هذه الأرض ما قبل قرون.
بدوري، أتقدم بالمباركة لمسؤولي الدار بمرور 40 عاما على تأسيس دار الآثار الإسلامية، وهي لفتة للاحتفال مع انطلاق الموسم الثقافي هذا العام، ولمزيد من التقدم والازدهار لقطاع الثقافة والآثار في الكويت، والدار لها في تزويد مشروع طريق الحرير دور كبير وفقا لتقارير اليونيسكو، وعلى شاكلة الدار لتشيد الدور الثقافية في الكويت ولتواكب دورنا العالمية.. دار الآثار الإسلامية قبلة سياحية كويتية.
[email protected]