حسنا أمر رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ طلال الخالد بالإسراع في إعداد دراسة شاملة عن أسباب الاختناقات المرورية ووضع حلول تحقق الانسيابية في حركة السير، على أن تبدأ الأجهزة المختصة بإعداد الدراسات المطلوبة فورا مع تكثيف الدوريات في التقاطعات للعمل على الحد من الازدحام المروري وانتظام حركة المركبات وتنفيذ الخطة المرورية والأمنية مع فرز دوريات مرورية في أماكن الازدحام بمختلف المناطق خلال أوقات الذروة.
كما جدد الوزير الخالد دعوته إلى ضرورة تطبيق قواعد المرور على المخالفين خاصة في مناطق المدارس مع التعامل الراقي مع الحالات الإنسانية، والتنويه إلى أن الاختناقات تؤدي إلى تأخر الطلاب في العودة إلى منازلهم، ما يعيق الطلاب على إنجاز واجباتهم إلى جانب تأثر رب الأسرة بشكل تلقائي، مشددا على ضرورة توفير البيئة الصالحة للأسرة.
وقبل ذلك بيوم تم عقد اجتماع تنسيقي بين الإدارة العامة للمرور وجامعة الكويت «الشدادية» لوضع الحلول المناسبة لتخفيف الاختناقات المرورية، وخلص الاجتماع إلى وضع حلول سريعة لتخفيف الاختناقات المرورية، وفتح جميع التقاطعات المرورية ووضع 3 سيارات تصوير (بكاميرات) لضبط المخالفين وفرز دوريات مرورية داخلية لتنظيم الحركة المرورية خلال هذه الفترة من بداية العام الدراسي.
الدعوة والمطالبة بحلول فورية أمر جيد ولكن هل الحلول الفورية وفتح تقاطعات إلى آخره ستعالج قضية تكدس كبير للمركبات واختناقات لا تطاق سواء في محيط جامعة الشدادية ومنطقة صباح السالم أو في مناطق كثيرة والطرقات السريعة؟
باعتقادي، إن إيجاد حلول فورية أمر صعب للغاية خاصة في ظل محدودية المنطقة الحضرية وتمركز المواطنين والوافدين في مساحة تبلغ نحو 8% فقط من مساحة الكويت وكذلك في ظل كون الطرقات التي تربط الكويت محدودة ولم تطرأ عليها تغيرات مؤثرة باستثناء استحداث بعض الطرقات التفافات وما إلى ذلك دون تطوير جذري، مع الوضع بعين الاعتبار أيضا كثافة المركبات وزيادة في عدد السكان.
سبق وذكرت أننا لا نواجه أزماتنا بجرأة ونضع حلولا لها ولا نحمل مسؤولية القصور على جهات أو قياديين حاليين أو سابقين أخطأوا أو قصروا وإنما نعالجها بحلول ترقيعية وتحميل الوافد المسؤولية. هناك دول كانت تعاني مثلما نعاني في القضية المرورية وأكثر، ومع ذلك لم تعالج القضية بالمنع أو التقنين، وإنما بتدشين شبكة معتبرة من الطرق وشبكة للمترو، وليس بالتضييق على الوافد دون أن نتعب أنفسنا حتى في إيجاد وسائل تغنيه عن استخدام سيارة خاصة.
ومن الحلول في اعتقادي أن يتم الإسراع بأن يكون المترو أمرا واقعا خاصة أن الدول المجاورة شرعت في تنفيذه وأحدث نقلة نوعية، وتشجيع استخدام وسائل النقل الجماعي بعد إحداث نقلة نوعية بها.
وما نشاهده فيما يتعلق بمشكلة اختناقات الطرقات حتى الآن مجرد حلول ترقيعية وليس حلا جذريا، طموحي وتمنياتي أن يتحقق هذا المشروع الكبير على الأقل لمعالجة مشكلة الاختناقات والحد من التلوث البيئي جراء التوسع في استخدامات المركبات لشرائح كبيرة يمكن أن نوفر لها وسيلة انتقال افضل.
[email protected]