لا أتفق مع من يقرأون نتائج الانتخابات من حيث الانتماء أو الطائفية ولكني أقرأ أن مخرجات هذه الانتخابات تعبر عن إرادة الشعب الكويتي في لحظة فاصلة من تاريخه ويجب النظر إلى من نجحوا فيها أنهم يمثلون الأمة بأسرها وليس لمجموعة محددة أو طائفة معينة ومن لم يحالفهم الحظ فهم اجتهدوا للفوز بشرف تمثيل الأمة ولن يتوانوا عن خدمة الوطن.
وعلينا الآن أن نلقي جانبا أي ممارسات شابت العملية الانتخابية وأن نفكر في وطن يحتاج إلى السلطتين التشريعية والتنفيذية وهمة أبنائه على اختلاف انتماءاتهم ولا يجب أن يكون الانتخاب أكثر من علامة للديموقراطية وليس مبررا لفرقة أو اختلاف لم تعرفه الكويت من قبل.
ويجب أن تنطلق المسيرة بالوحدة الوطنية والحب والاحترام لأن الطريق طويل وتحف به التحديات من أجل كويت المستقبل التي يستحقها أبناؤنا وأحفادنا مثلما ورثناها عن أجدادنا وآبائنا.
إن الوعود الانتخابية يجب ألا تذهب أدراج الرياح، وعلى الشعب أن يراقب ممثليه ويوجههم لأن النائب هو نائب عن الأمة وليس عن دائرة بعينها. إن ممثلي الأمة يجب عليهم الحفاظ على الوحدة الوطنية وتحصين الجبهة الداخلية وخاصة أن التحديات التي تحيط بالوطن متعددة ويجب الابتعاد عن أي مواضيع ذات بعد طائفي وعدم الانسياق وراء أي صراعات لأصحاب المصالح لأن المصلحة يجب أن تكون واحدة وهي تعزيز استقرار الوطن والحفاظ على أمنه وموارده.
ويستحق الوطن من الجميع الكثير حتى نطوره ونحقق ما نسعى إليه من تقدم وتعود الكويت عروسا للخليج كما كانت في السابق ونحقق أهداف وغايات التنمية المستدامة حتى عام 2030. ولابد أن يقوم الجميع بتوحيد الجهود ونبذ الخلافات تحقيقا لما دعا له صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، وسمو رئيس مجلس الوزراء، والذين ندعو أن يوفقهم الله لقيادة مسيرة الخير في البلاد.