بفضل من الله وكرمه تم إنجاز مشروع علمي جديد أطلق في المكتبات بعنوان الأسس الربانية في العلاقات الإنسانية، ويهدف الكتاب بيان الأسس الربانية وأهميتها في الصناعة الإنسانية من حيث التنشئة النفسية والتفاعل الاجتماعي للفرد من منظور قرآني إلى جانب بيان الإعجاز العلمي والقرآني لها، والأسس الربانية الرباعية هي: اتزان عاطفي، اتزان انفعالي، التكرار، النظام - حيث عند تدبر جميع الآيات القرآنية التي تدعو للأخلاقيات السلوكية إلا والأسس الأربعة كامنة في إعرابها وشرحها.
والحكمة من وراء الأسس الربانية تكمن في «الاستقامة».
فالاستقامة السبيل للتكامل في الجوانب الاحتياجية للارتقاء في عبادة الله عز وجل، وعليه تعد الأسس كقواعد الأساس في البناء القوي، أو الوتد القوي في الثبات على الاستقامة والتي هي الهدف السامي.
كما أن الكتاب يتحدث عن علاقة الإنسان بالأرض - وان الأسس ليست فقط على الصعيد الإنساني، بل أيضا مهمة كقواعد الأساس على الصعيد الأرضي مع اختلاف المسميات، ولكن يبقى الهدف منها واحد لكلا الكيانين «الإنسان والأرض».
فالاستقامة تفصل بين الطاعة والعصيان، وهي النقطة الفاصلة في بيان الفارق بين عمل الإنسان وعمل الأرض الكامن في طاعة الله عز وجل.
فعلى الصعيد الإنساني تعني الاستقامة: الصراط المستقيم - في المفهوم السيكولوجي الاجتماعي الذي يرتكز على العقيدة الإسلامية المتمثلة في الاعتدال والوسطية، في قوله تعالى: «اهدنا الصراط المستقيم» فقد فرض على المؤمن أن يدعو بها كل يوم في صلواته المفروضة والنوافل، وذلك بيان لأهمية الاستقامة في بناء الإنسانية.
أما على الصعيد الكوني والأرضي، فتعني الاستقامة على أنها: سير العمل لمنظومة حياتية تفاعلية على الصراط المستقيم.
كما أن مدلول الاستقامة، يتضح في بيان القرآن الكريم في تقديم الجبال على الأقوات لسبب أنها سر دعم استقامة دوران الأرض، في قوله تعالى: (وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين) «فصلت: 10»، كما أن الآية الكريمة السابقة محور الاجتهاد في بيان الإعجاز العلمي المرتبط بالأسس الربانية.
حيث إن الأسس الربانية في منظومة الحياة على الأرض، تكمن في رباعية المراحل:
المادة السوداء (الظلام): وهي لطف الله في الكون وإحسانه الكبير - النسبية - التكرار - النظام.
فجميع خلق الله سواء أكان إنسانا، أو حيوانا، أو نباتا، أو نجما...إلخ، من أكبر خلق الله إلى أصغر منظومة - يستمر عطاؤها بدورة حياة متجددة ما بين عمليتي النشأة والفناء كالتالي:
٭ يخلق في الظلام.
٭ ينشأ ويتفاعل بنسبة وتناسب.
٭ تتكرر العمليات الحيوية من أجل استمرار العمل والبناء.
٭ كل فرد أو وحدة تعمل على أساس نظام متقن تبعا لقوانين وهدف.
٭ الفناء بأمر الله.
وبمعنى آخر:
٭ ظلام = نشأة حياة.
٭ نسبة وتناسب = تفاعل.
٭ تكرار = نمو.
٭ نظام = عمل.
ويبدأ الخلق يافعا ومن ثم ينضج ومن ثم يهرم وفي آخر المطاف يفنى ويرجع للظلام وينشأ من صلبه حياة مخلوق جديد، فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم - غفر الله لي ولكم.
LinesTitle@