مميز باسمه «مال الله يوسف مال الله»، آخيته في الله كأحد الشخصيات الفاعلة، ضمن فتية مسجد النقي في أواخر الستينيات من القرن الماضي، وأحد رموزه الذين أسسوا الجماعة المتدينة الفاعلة ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، وما زال مجتمعنا الكويتي ينعم ببركاتها.
منذ محاضرات ودروس الشيخ علي الكوراني، والمرحوم الشيخ محمد الآصفي، شارك في تأسيس أول مخيم يجمع بين الترفيه البريء والنشاط الفكري، شتاء في بر طريق الوفرة، وفي رحلات بنيدر البحرية صيفا.
هذا الإنسان الذي فقدناه أول من أمس من مساء الجمعة (سيد الأيام)، هو وردة أخرى ذبلت، فرحلت إلى بارئها في سلسلة رحيل المؤمنين، رحمهم الله، من هذا الجيل المؤسس، ونتذكر قول المولى عز وجل: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) «الأحزاب: 23». إنه الجيل المتوهج حماساً، والمفعم بالنشاط بلا كلل ولا ملل.
«مال الله» منهم لا يكاد يصمت أمام أي خاطرة أو كلمة حق أو إسداء نصيحة، فهو لم يكتف كونه عضوا فعالا في جمعية الثقافة الاجتماعية، بل امتد حضوره ونشاطه في المساجد والحسينيات والمنتديات الثقافية والاجتماعية بمختلف اتجاهاتها الفكرية والسياسية، وبمشاركة فعالة، حتى أنه لا يكاد تفوته فرصة التعليقات على الأحداث السياسية من إذاعة لندن BBC، استكمالاً لخبرته الطويلة من خلال عمله الرسمي في قسم الأخبار السياسية بإذاعة الكويت، فكان مدافعاً شرساً عن القضايا الإسلامية والفلسطينية، ممجداً المقاومة ضد العدو الصهيوني، وفاضحاً الممارسات المناهضة لمصالح الإسلام والمسلمين.
تشاركه في هذه الهموم رفيقته في جبهته الداخلية من خلال حرمه السيدة الفاضلة «أم مقداد» الناشطة في نفس هذا المستوى في العائلة خاصة الوسط النسائي عامة.
اختصر هذا الرجل عنوان حياته في اسمه «مال الله» بما يحمله هذا المصطلح من معنى شريف: «إن ما يملكه المرء عطاء من الله، والرجل عبد الله، مريد لأمر الله»، وهكذا وجدناه من بيننا شخصاً كله «مال الله»!
رحمك الله يا بومقداد، وجمعك مع من كنت تحب وتتولى النبي المصطفى وآله الأطهار وأصحابهم الميامين. الفاتحة.
[email protected]