سعود كما يعرفه مشاهدو تلفزيون الكويت هو المشرف العام ومخرج برنامج «ليالي الكويت» الذي يعرض يوم الخميس بالسهرة بعد نشرة الأخبار.
لكن ما أعرفه عن سعود يختلف، فهو ابن صديقي ورفيقي وزميلي راشد أحمد الراشد الرمح، يرحمه الله، في الخمسينيات كنا تلاميذ بمدرسة الأحمدية الابتدائية بمنطقة القبلة (موقعها الآن مكتبة الكويت الوطنية) كان العم أحمد (أبو راشد) يرحمهما الله يوصلنا أنا وابنه راشد إلى المدرسة بسيارته الفولكس واجن الحمراء. أنهينا المرحلة الابتدائية، ثم فرقتنا سياسة الدولة باستملاك بيوتنا (التثمين) للمنفعة العامة، وكل ذهب بجهة، ويشاء الله أن تجمعنا الجيرة مرة ثانية، في منطقة الروضة ونحن في المرحلة الثانوية، وكان ما يجمعنا يوميا هو لعب كرة القدم «فريق المحول»، ثم فرقتنا الدراسة الجامعية، ثم العمل والزواج والأسرة، ثم غيب الموت رفيق عمري راشد الرمح (أبو أحمد) يرحمه الله.
والمثل يقول «من خلف ما مات» وهذا ما شعرت به وأنا أشاهد التلفزيون وأقرأ «سعود راشد الرمح» مشرف ومخرج برنامج مهم جدا بتلفزيون الكويت، أعاد لي هذا الاسم ما ذكرته من ذكريات، ولأني أعرف صفات المرحوم راشد من ذكاء وإبداع وجرأة أهلته أن يكون من أعمدة الإدارة في الخطوط الجوية الكويتية وفي مركز حساس، لما يملكه من فطنة ودقة، وجدت ذلك في ابنه سعود، ففي إشرافه وإخراجه لبرنامج «ليالي الكويت» ليوم الخميس أبدع باستضافة شاب ذي موهبة غنائية عجيبة، لم يتجاوز عمره عشرين عاما لكنه أذهل المشاهدين بصوته العذب وبأدائه المذهل، إنه المطرب «خلف المشعوف» تبارك الله، رزقه الله عذوبة الصوت ويملك موهبة الأداء بامتياز، جعل المشاهدين يطالبون بتمديد البرنامج فتم تمديده ساعة إضافية.
ابني سعود أهنئك على هذا العمل واشكر كل زملائك بهذا العمل المميز، فأنت ومن معك كالغواص الذي يبحث عن اللؤلؤ في أعماق البحر لتتزين بها ليالي الكويت.
يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم:
(أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي)
فأنت يا سعود الغواص ابن الغواص ابن الغواص أخرجتم لنا الدانات واللؤلؤ والقماش … بارك الله فيكم.
[email protected]