أمامنا الآن تحديات عاجلة تتطلب من الجميع تحويل النطق السامي إلى دواء شاف لعلاج ما عانينا منه من سلبيات خلال فترات ماضية، ولعل البداية المنطقية هي تحويل مضامين النطق السامي إلى برامج عمل واضحة المعالم وذات أهداف وغايات ومسؤوليات محددة الفترة الزمنية مع تحديد مسؤوليات السلطة التشريعية والتنفيذية في متابعة تلك البرامج والتي يجب نشرها بشفافية كاملة على الشعب سواء في برامج الصحة أو التعليم أو الاقتصاد.
وقد اجتزنا بالفعل مرحلة التشخيص ويجب أن ننطلق في تناول العلاج بعد قراءة نتائج التشخيص الدقيق وأعتقد أنه لكل وزير برامج عاجلة وبرامج متوسطة المدى وأخرى آجلة ولا بد من العمل الدؤوب في خدمة الوطن والمواطنين وعليه يجب أن تتحول كل وزارة إلى خلية عمل لا تتوقف لوضع البرامج في جميع المجالات مع تحديد واضح للأدوار والمسؤوليات والاستثمارات اللازمة سواء من الحكومة أو من القطاع الخاص أو الاستثمارات المشتركة.
وهناك أجندات عاجلة يجب أن يبدأ بها الوزراء منذ اللحظات الأولى لتحمل المسؤولية ومن بينها أن يعكف كل وزير مع مساعديه على تحليل النطق السامي ومضامينه وتحويله إلى برامج عاجلة للشفاء العاجل بوزارته وبالخدمات المقدمة من خلالها حيث إنه أقسم مرتين على رعاية مصالح الشعب وأمواله والعمل على تطويرها فإن كل وزير ليس بعيدا عن معالم طريق الإصلاح والتطوير لأنه بالدرجة الأولى مواطن من بين الشعب ويشعر بما يشعر به كل مواطن من أي ألم ولا وقت لتأجيل وصف وتناول العلاج الشافي لأن الحساب قادم سواء من القيادة السياسية أو من السلطة التشريعية أو من الشعب صاحب المصلحة أو من الإعلام الوطني المدرك لمسؤولياته في عهد جديد والتزامات جديدة مستحقة في جميع المجالات.
وأتمنى أن تنطلق قريبا برامج غير تقليدية في الإعلام لشرح الخطوات القادمة لتحويل النطق السامي إلى برامج عمل ملموسة على أرض الواقع لتنفيذها ويشرح تلك البرامج للشعب كبار المسؤولين من وكلاء أو وكلاء مساعدين يدركون حق الشعب في المعرفة ومسؤولياتهم في تحويل مضامين النطق السامي إلى برامج وسياسات واضحة وإدارة حوارات موضوعية للاستماع من الشعب صاحب المصلحة لأنه هو القادر على التعبير عن آلامه وآماله في كل المجالات.
إن التحديات كبيرة ولكن رصيد الأمل كبير أيضا ويبشر بالخير لأننا نستطيع أن نتقدم سريعا في مؤشرات التنمية الشاملة والمستدامة إن حولنا النطق السامي إلى برامج عمل جادة وموضوعية ولا مجال في تنفيذها لأي صراعات أو مهاترات أو إضاعة الوقت أو غض البصر عن أي باب من أبواب الفساد.
ولا بد من الالتزام بالوحدة الوطنية والإخلاص في العمل فإن الوطن قدم لنا الكثير ويستحق منا أكثر وكلنا أمل أن تكون مضامين النطق السامي منطلقا لمرحلة قادمة يتطلع الجميع لحصد ثمارها الطيبة ليسعد الجميع ويتطور الوطن.