[email protected]
تعلّمنا من الآباء والأجداد والجدات، رحمهم الله تعالى، من الرجال والنساء المسنين، أقوالا من المعاني العذبة، وقد تداولنا ألفاظهم اليومية التي يعبرون فيها عن مشاعرهم وأحاسيسهم نحو محدثيهم ومن يلتقونهم في طرقات الحياة، فكانت عباراتهم الكريمة تمثل طيبتهم ونقاء سريرتهم وحبهم للخير، فما أجمل ما ترك لنا الأقدمون!
لهم في كل مناسبة ألفاظ حلوة مشبعة بروحهم الجميلة وألفاظهم العفيفة.
اليوم عيالنا وأحفادنا للأسف ابتعدوا عن هذه الألفاظ الأصيلة واستبدلوا بها كلمات أجنبية أو دخيلة لا تعبِّر التعبير الصادق عن موروثنا من هذه الألفاظ التي انقرضت للأسف!
أعرض لهذا الجيل الحالي مجموعة من هذه الألفاظ التي مازلت أنا وإخواني وأخواتي المخضرمين والمخضرمات نحرص عليها خوفا من الانقراض، وهي في مجموعها ملافظ أذكر لكم منها ما يلي:
- يعل عمرك طويل، عمر شعيب النبي.
- يا الله تهداه، يا الله تطقه بعصاة الهدهْ.
٭ للمحبة:
- يا بعد طوايفي، يا بعد روحي، يا بعد عمري، يا بعد قلبي، يا بعد چبدي، عسى يومي قبل يومك، وخلف أُبوي غناتي إنت.
٭ للمغادر المسافر:
- أمنتك الله، تحفظه وتحرسه، يعل الرحمن يوفجك وين ما يممت.
- الله يوديك سالم واييبك سالم ويردك سالم غانم.
٭ للقادم من السفر:
- قرت عينچ (الجواب) بويه نبيچ، حمدت ربي الى يابه، أسفرت وأنورت.
٭ لصاحب العطاء:
الله ينعم عليك، نِعْم الله، الله يغنيك ويچثر خيرك، ما قصرت.
٭ للآكل والشارب:
هني وعافية، منازل العافية، مداخيل العافية.
٭ للمدح:
كفو والله والنعم وسبعة أنعام، بيض الله ويهه!
وللبنت: كلچ سنع، يا حلوچ، جنچ البخت.
٭ للسلام:
يا هلا ومسهلا، حياچ الله (كلطي) أي تفضلي ادخلي، يا حافظ شهلقطاعه من زمان ما شفناكم، والله شرهانين عليكم (أي نعتب عليكم) للانقطاع!
٭ للتعزية:
الله يعظم أجرك والبقا براسك، الله يرحمه ويغمد روحه الينهْ ونعيمها، الله ينزل عليكم السكينة، عظم الله أجركم، وعند الخروج من العزاء جبر الله عزاكم.
٭ للتعزز والغلاة والمحبة:
خنت حيلي، عوينتي، عسى عيوني ما تبچيك.
٭ للملابس الجديدة:
يه، يه اشهزين، عساچ تقطعينه بالعافية، يا حلوة عليچ لا عدمتي من جسا!
٭ للمباركة بدخول رمضان:
مبارك عليك الشهر وعساك من عواده، يعلك تصومه ويعينك على قيامه.
٭ للموافقة على الطلب:
ساعة المباركة، أبشر، إن شاء الله لا يصير خاطرك إلا طيب.
٭ ومضة:
ما أجمل موروثنا من هذه الألفاظ التي يكاد بعضها ينقرض، وأتمنى أن تشكل لجنة لهذا الموضوع برئاسة د.يعقوب يوسف الغنيم لكتابتها والحفاظ عليها من الاندثار.
٭ آخر الكلام:
تمعنوا في ملافظهم وكلماتهم وعباراتهم، هؤلاء هم أهل الكويت الأنقياء حتى في عباراتهم المتداولة تجمع المجاملة والترحيب مشبعة بكويتيتهم الفذة!
٭ زبدة الحچي:
عزيزي القارئ الكويتي، هذه بعض من معاني وألفاظ الآباء والأجداد والجدات تكاد تنمحي بفعل عوامل كثيرة منها ما هو دخيل وأجنبي، ولهذا كله أتمنى أن يشكل سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء (دينامو هذه المرحلة) لجنة برئاسة أستاذنا المؤرخ والأديب القدير د.يعقوب يوسف الغنيم، وأدعو لكتابة هذه الألفاظ وتوريثها للأجيال الكويتية، بمشاركة مرزوق ود.عبدالله يوسف الغنيم لحرصهما الشديد (أبناء المرحوم بإذن الله يوسف الغنيم) على كل ما يخص تاريخ الكويت.
رحم الله أستاذنا ومعلمنا أيوب حسين الذي وثق كثيرا من هذه الذكريات الكويتية في كتبه التي حفظت التراث الكويتي من الاندثار، وترك للأجيال الكويتية مراجع من تاريخ وتراث الكويت.
٭ تعزية ومواساة:
رحم الله العم عبدالوهاب فهد المطوع، وأعزي وليدي محمد أمين الخلف في عمه التقي الورع، وكذلك أعزي والده أبا محمد، فيارب وسّع مدخله وأكرم نزله واغسله بالماء والثلج والبرد، واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته في جنات عدن بالفردوس الأعلى.
عظّم الله أجركم وجبر عزاكم، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
في أمان الله..