عند التفكير في وضع خطة للتصدي لأي تحدّ يواجه الصحة فإن البداية المنطقية تكون من خلال جمع المعلومات الحديثة عن حجم التحدي والإحصاءات الخاصة به، ولكن في غياب تلك المعلومات الحديثة أو توافر معلومات قديمة فإن الخطة تفقد أهم عوامل النجاح، وخير مثال على ذلك وجود نموذج لمسح صحي نشرت نتائجه في تقرير نهائي عام 2013 ولم تستخدم المؤشرات المهمة في هذا التقرير في وضع خطط صحية منذ ذلك العام ولم يجر أي تحديث للبيانات الواردة فيه.
ويبدو أن تقرير هذا المسح الصحي العالمي والذي أجري في الكويت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حبيس الأدراج في مكاتب المسؤولين منذ تاريخه، حيث إن التقرير به إحصاءات عن معدلات الاكتئاب وعن مؤشرات تعزيز الصحة وجودة الحياة ومؤشرات الحوادث الناتجة عن العنف ومؤشرات اقتصاديات الصحة وهي مؤشرات لا توجد في أي تقارير أخرى، وقد وفرها المسح الصحي الذي كان يجب أن يتكرر كل خمس سنوات وأن يستفاد من نتائجه لوضع الخطط والبرامج الصحية والتنموية.
ولكن يبدو أنه بالرغم من عروض التمويل والدعم السخية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، إلا أن ردود الفعل ليست مشجعة من جانب وزارة الصحة، مع العلم أننا بحاجة لوجود مؤشرات حديثة لوضع وتحديث الخطط والبرامج من خلال المسوحات الصحية، وهذا ما كشف عنه التعامل مع نتائج ومؤشرات ذلك المسح الصحي.
إن التخطيط والتصدي للتحديات يجب أن يكون باستخدام معلومات حديثة ومؤشرات علمية حديثة من خلال المسوحات الصحية وتحديثها كل خمس سنوات حتى لا تكون عشوائية وهدرا للموارد والإمكانيات وحتى نستطيع تحقيق أهداف التنمية العالمية المستدامة ونطور بلادنا ونكافح كل التحديات التي تواجه الصحة، لأن الصحة ليست الخلو من الأمراض فقط، ولكنها نمط حياة جيدة ورفاهية للشعب بأكمله.