نتطلع جميعا مع الحكومة الجديدة، أن يكون عنوان المرحلة المقبلة هو العمل الجاد والتنمية في شتى مناحي حياتنا، بعد أن كانت التنمية ضحية للممارسات الخاطئة والأيدي المرتعشة التي لا تستطيع أن تنجز ولا تجرؤ على اتخاذ القرارات الشجاعة، حتى وصل الشعب الكويتي قبل حل المجلس السابق إلى مرحلة أنه مل الديموقراطية المنقوصة وأصبح يراها معضلة ومعطلة للنماء والتنمية.
المطلوب الآن من الوزراء أن يتسلحوا بالإصرار والعزيمة وقوة الإرادة والرغبة الصادقة في الإنجاز والقفز فوق المعوقات ومواجهة الاستجوابات بكل شفافية، فمن كان طاهر اليدين لا يهاب الصراخ والمتاجرة بالشعارات ولا يرضخ للي الذراع ولا يأبه للتهديد بالاستجوابات.
لدينا تركة ثقيلة من الهموم والمشاكل أولها البطالة، الظاهرة التي تفشت بين أبنائنا، وأيضا البطالة المقنعة المتمثلة في تحسين أداء بعض الموظفين الذين لا عمل لهم غير الأحاديث وقراءة الصحف فلنضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولنقتحم بمشكلة الإسكان اقتحاما ونشرك القطاع الخاص في حل هذه المشكلة اختصارا لمدة الانتظار التي أصبحت تطول لسنوات وسنوات ولنلتفت إلى التعليم واستقدام المعلمين الأكفاء وننشئ جامعات كبرى، كما نريد ثورة صحية تضع البسمة على شفاه المرضى بدلا من الانتظار شهورا لمقابلة اخصائي أو استشاري ولننشئ مستشفيات مزودة بأحدث المعدات والتجهيزات.
نريد أن نخرس الألسنة والقنوات النشاز بثورة في عالم الإعلام بميثاق شرف تلتف حوله جميعا ومن يخرج عليه لا مكان له، وليكن هدفنا واحدا هو مصلحة الكويت وأبناء الكويت ومن عليها من المخلصين.
لقد غابت شمس الإنجازات عن الكويت وعشنا سنوات في ظلام دامس، حتى لا نكاد نخرج من مشكلة حتى نقع في أخرى، ولم يعد هناك ضوء في نهاية النفق، بل ظلام في ظلام ضاعت معه بوصلة الكويت ومرافق الكويت وشوارع الكويت المكسرة المزدحمة دائما، أما آن الأوان لأن ننفض عنا غبار هذه السنوات؟
نريد هيبة للقانون، نريد من حكومتنا خطة استراتيجية وجدولا زمنيا لإنجاز المشاريع الحيوية، بدلا من الانتظار لسنوات وسنوات في إنجاز المشاريع بسبب البيروقراطية، لابد أن يسود التسامح والحب بيننا وأن ننبذ الطائفية البغيضة التي دخلت مجتمعنا المسالم. نريد أن نخرس الألسنة التي تتكلم عن «هذا سني وهذا شيعي وهذا بدوي وهذا حضري»، ونحتاج إلى التعامل السياسي الذكي من جميع المسؤولين في مختلف الجهات مع جميع مشاكلنا.
فيا أيها الوزراء ويا أيها النواب المحترمون عليكم بالإصرار والعمل الجاد والتعاون بينكم، لتعبروا برحلتكم وعملكم إلى بر الأمان، ويا أعضاء مجلس الأمة المحترمين المطلوب منكم فسحة من الوقت تعطونها لأنفسكم وللوزراء ونبتعد عن الجدل العميق ونبتعد عن تدني لغة الحوار التي لم نتعود عليها في الكويت، فهل نحن قادرون على ذلك؟! نعم قادرون، بإذن الله.
قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]