استقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ الجمعة في بكين المستشار الألماني أولاف شولتس فيما يسعى الطرفان الى تعميق التعاون الاقتصادي بينهما خلال زيارة أثارت انتقادات لبرلين بسبب اعتمادها المتزايد على بكين.
وقال شولتس الذي استقبله الرئيس الصيني بعد وصوله إلى بكين في قاعة الشعب الكبرى إنه يسعى إلى «تنمية» التعاون الاقتصادي بشكل أكبر بينما أقر بوجود وجهات نظر متباينة حيال عدد من القضايا.
ونقل عنه مصدر حكومي ألماني قوله «من الجيد بأن يكون بإمكاننا تبادل وجهات النظر هنا بشأن جميع القضايا، بما فيها تلك التي نراها من منظورين مختلفين. هذا هو الهدف من التواصل».
وأضاف «نريد أيضا أن نناقش كيف يمكننا تطوير تعاوننا الاقتصادي في مواضيع أخرى: تغير المناخ والأمن الغذائي والدول المثقلة بالديون».
بدوره، شدد شي جينبينغ على ضرورة عمل الصين وألمانيا معا في أوقات التغيرات وعدم الاستقرار والمساهمة بشكل إضافي في السلام العالمي والتنمية كما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة عن اللقاء.
والتقى شولتس أيضا رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في اجتماع دعا فيه الى تجارة منصفة بين البلدين. وحض بكين على بذل المزيد من الجهود للضغط على حليفتها روسيا التي تخوض حربا في أوكرانيا منذ أشهر.
وقال شولتس خلال لقاء مع الصحافيين «لقد قلت للرئيس (شي) انه من المهم ان تستخدم الصين نفوذها على روسيا». كما دعا شولتس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تمديد اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا.
وكان حرس عسكري في استقبال الوفد الألماني المؤلف من أكثر من 60 شخصا على مدرج المطار في مطار بكين، بالإضافة إلى عاملين صحيين يرتدون بزات واقية أجروا فحوصات الكشف عن كورونا في حافلات حولت الى مختبرات نقالة.
وتم اجراء فحص شولتس في الطائرة من قبل طبيب الماني حضر معه تحت إشراف مسؤولين من القطاع الصحي الصيني، بحسب الحكومة الألمانية.
ويعد شولتس الأول من بين قادة مجموعة السبع الذي يزور الصين منذ ظهور وباء كوفيد الذي دفع ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم لإغلاق حدودها إلى حد كبير.
وأثارت الزيارة الجدل إذ أنها تأتي بعد فترة وجيزة من تعزيز شي قبضته على السلطة وفي ظل ارتفاع مستوى التوتر بين الغرب وبكين بشأن قضايا تبدأ من ملف تايوان ولا تنتهي عند انتهاكات حقوق الإنسان.
ويرتبط الاقتصادان الألماني والصيني بشكل وثيق. ويرى البعض في برلين أن العلاقة تحمل أهمية بالغة بالنسبة لألمانيا التي تشهد أزمة طاقة أثارتها حرب أوكرانيا ويتجه اقتصادها نحو الركود.
كما يواجه اعتماد الصناعات الألمانية الشديد على الصين انتقادات في وقت تتأثر برلين بشكل كبير من تداعيات اعتمادها المبالغ فيه على واردات الطاقة الروسية التي تركتها في أزمة عندما قررت موسكو تقليص الإمدادات.
وفي تعليقه على ذلك، قال النائب المعارض نوربرت روتغن لصحيفة «راينيش بوست» إن نهج شولتس مازال قائما على فكرة «أننا نرغب بمواصلة التعامل تجاريا مع الصين بغض النظر عن ما يعنيه ذلك بالنسبة لتبعية اقتصادنا وقدرتنا على التحرك».
ولم تخف شخصيات ضمن الائتلاف الحاكم أيضا قلقها حيال العلاقة مع الصين إذ قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إن على الأخطاء التي ارتكبت في الماضي مع روسيا ألا تتكرر.
وبرزت شدة حساسية المسألة عندما اندلع خلاف الشهر الماضي بشأن إن كان سيسمح لمجموعة الشحن الصينية العملاقة «كوسكو» شراء حصة في محطة حاويات في ميناء هامبورغ.
وبينما رفض شولتس الاستجابة لدعوات ست وزارات لرفض الصفقة على خلفية مخاوف أمنية، سمح للشركة بدلا من ذلك بشراء حصة أصغر.