استعرضنا في مقالين سابقين منفصلين مراحل تطور جراحات تصحيح البصر، وقلنا إن هذا التطور التقني في طب العيون حدث تدريجيا عبر مراحل متعددة، واليوم سنواصل الحديث عن القفزات الطبية في هذا المجال ونتحدث عن «الفيمتو ليزك».
عملية تصحيح النظر بالفيمتو ليزك تعد طفرة طبية كبيرة في ذلك الوقت، فهي من التقنيات الحديثة في علاج عيوب الإبصار بالليزر، وهي تستخدم أشعة الليزر بشكل كامل دون وجود أي أدوات جراحية تقليدية في العملية.
وكحال عمليات الليزك، فإن عملية تصحيح النظر بالفيمتو ليزك تتم بإسقاط أشعة الليزر على القرنية لإعادة تشكيلها، ومن ثم تصحيح عيوب الإبصار، ولكن المميز في تلك العملية أنها تعتمد على الليزر بشكل كامل، دون وجود حاجة لاستخدام جهاز المايكروكيراتوم، وهو مشرط جراحي دقيق يستخدم في عملية تصحيح النظر بالليزك.
وتستخدم عملية الفيمتو ليزك في حالات معينة تعجز فيها عملية الليزك، ومن هذه الحالات قصر النظر الشديد، والحالات التي تمتلك قرنية ذات سمك رقيق.
وتعد هذه العملية من العمليات الآمنة جدا، والتي تحقق نسب نجاح عالية جدا، وهي تتكون من جزأين، يستخدم في كل منهما جهاز ليزر مختلف، المرحلة الأولى جهاز ليزر الفيمتو ثانية، ويستخدم جهاز الفيمتو ليزك لرفع جزء رقيق من سطح القرنية، وتلك المرحلة تسمى أيضا صنع الـ flap، أما المرحلة الثانية فيستخدم جهاز الليزك لتسليط أشعة الليزر على جزء معين في عمق القرنية لتصحيح النظر.
أفضل سن لإجراء العملية تكون 17 سنة للإناث، و18 سنة للذكور، وهناك أشخاص يحظر عليهم عملية تصحيح النظر بالفيمتو ليزك وهم: المرضى المصابون بفيروس الهربس البسيط، وكذلك السيدات الحوامل، نظرا لحدوث تغيرات هرمونية تؤثر على درجة الإبصار، وكذلك مرضى المياه الزرقاء.
بعد إجراء العملية سيلاحظ المريض تحسن البصر بعد أقل من 3 ساعات لكن تظهر النتيجة المثلى خلال الأسابيع الثلاثة التي ستتلو العملية، وسيلاحظ المريض النتيجة النهائية بعد 6 أشهر، المهم أن يتبع المريض تعليمات الطبيب، ويبتعد عن حك العين، وكذلك يبتعد عن أي مصدر حراري قد يؤدي لجفاف العين، وأن يواظب على استعمال الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.