دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الاستعداد لإفشال مخططات ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، بعد فوز اليمين الإسرائيلي في انتخابات «الكنيست» الأخيرة.
وقال عباس، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي مخاطبا الفلسطينيين الذين احتشدوا وسط قطاع غزة لإحياء الذكرى الثامنة عشرة لرحيل الرئيس ياسر عرفات، «علينا أن نكون جاهزين للمرحلة القادمة».
وأضاف من دون أن يشير إلى نتائج الانتخابات الإسرائيلية، « يجب ان نفشل مخططات الضم كما أفشلناها من قبل.. وأن نتصدى بحزم لمحاولات منع قيام الدولة الفلسطينية بغزة والضفة والقدس».
وتابع قائلا «هم (الإسرائيليون) يدركون أن إرادة الشعب الفلسطيني لا يمكن كسرها، ونقول لهم نحن هنا باقون ولن نرحل».
وكان بنيامين نتنياهو، الذي بات واضحا أنه سيشكل الحكومة الإسرائيلية القادمة بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، قد أعلن عن مخططات لضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل عندما كان رئيسا للوزراء.
وتعهد عباس بالحفاظ على إرث عرفات، وقال «لقد سلمنا ياسر عرفات الثوابت الوطنية، ونحن متمسكون بها ولن نتنازل عنها وقلنا في وداعه: العهد هو العهد والقسم هو القسم».
وأضاف «لقد قلت وبأعلى صوت أنه لا دولة في الضفة من دون غزة ولا دولة في غزة من دون الضفة والقدس».
وتابع قائلا «لن نقبل بأقل من دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، هذه هي الأمانة التي حملنا إياها ياسر عرفات ونحن أوفياء ومتمسكون بتحقيقها».
وطالب عباس في كلمته بإنهاء الانقسام بين الضفة الغربية وغزة، وقال مخاطبا الفلسطينيين في القطاع «أنتم أعزاء على قلوبنا، سنبقى معا يدا واحدة حتى ننهي الانقسام ونهزم الاحتلال، فليس لنا إلا هذا الخيار وهذا الدرب وسنمضي عليه حتى القدس ورفع رايات فلسطين على مقدساتها».
هذا، وشهدت مدينة رام الله اليوم مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف من طلبة المدارس والموظفين والمواطنين رفعوا فيها الأعلام الفلسطينية وصور عرفات ورددوا الهتافات الوطنية.
وتوجه عدد منهم إلى مدخل مدينة رام الله الشمالي وألقوا الحجارة على أفراد من الجيش الإسرائيلي.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن اثنين من المتظاهرين أصيبا بالرصاص الحي خلال المواجهات.
في غضون ذلك، أصيب شاب فلسطيني بجروح خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي الذي اعتقل 11 فلسطينيا في الضفة الغربية أحدهم يتهمه بالمشاركة في قتل ضابط.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، إن شابا أصيب بطلق ناري حي في الساق من جيش الاحتلال في جنين وجرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، ووصفت حالته بالمتوسطة.
وأفادت مصادر محلية، وشهود عيان، بأن قوة من الجيش الإسرائيلي ووحدات خاصة تابعة له اقتحمت الحي الشرقي لجنين وحاصرت منزل الشاب صدقي مرعي (23 عاما) قبل أن تقوم باعتقاله.
وقد اندلعت مواجهات واشتباكات بين شبان فلسطينيين والجنود الإسرائيليين خلال محاصرة المنزل، وسمعت أصوات إطلاق نار كثيف في أرجاء المنطقة، بحسب المصادر والشهود.
إلى ذلك، قالت أماني سراحنة مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني، إن قوات الاحتلال اعتقلت 10 فلسطينيين آخرين خلال حملة دهم في مدن الخليل ونابلس ورام الله وقلقيلية وبيت لحم تخللها اقتحام منازل.