مفرح الشمري - عبدالحميد الخطيب
فقدت الكويت أمس وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي أحد رواد الاعلام في الكويت وصاحب التاريخ الحافل بالانجازات الإعلامية، فأبو طارق، رحمه الله، كان أحد مؤسسي تلفزيون الكويت، حيث كان شاهدا وصانعا رئيسيا لفترته الذهبية، وأول من تولى حقيبة تلفزيونية كاملة كمخرج ومنتج ومنسق ومراقب للبرامج ومعد في آن واحد.
فالسنعوسي، رحمه الله، بحق رائد إعلامي من طراز نادر، حيث كانت له الأولوية في مجالات عدة، فكان أول من أثار على الشاشة قضايا غائبة، وأول من قدم برامج «التوك شو» ربما في الوطن العربي، وأول من أطلق مبادرة إقامة معرض للصناعات الكويتية، وأول من قدم مشروعا لإنشاء التلفزيون الخاص، وأول من أطلق مبادرة تأسيس المسارح الخاصة، وأول من نجح في تشكيل فرقة تلفزيونية تعنى بالفنون التراثية الغنائية وتحفظ الفلكلور، وأول من أدخل حيل التكنيك في عمل فني (مذكرات بحار)، وأول من طرح فكرة القنوات الفضائية على مؤتمر إعلام عربي، وأول شخصية غير مصرية تنضم الى عضوية اللجنة العليا للقناة الفضائية المصرية، كما أنه من مؤسسي نادي الكويت للسينما وأول رئيس له.
لم تقتصر إنجازات السنعوسي وريادته الاعلامية على مجال التلفزيون فقط، بل يعتبر، رحمه الله، أول مخرج سينمائي في الكويت، فقد أخرج في عام 1965 فيلما روائيا قصيرا بعنوان «العاصفة» مدته 22 دقيقة، ولعب بطولته عبدالحسين عبدالرضا، خالد النفيسي وجوهر سالم، وبعد ذلك تشجع عدد من الاسماء على خوض تجربة الإخراج.
فإذا أردنا أن نصف بكلمة واحدة مشوار محمد السنعوسي الاعلامي فستكون «المتميز»، فهو الاعلامي العصامي الذي كان قريبا من الجميع دون تمييز أو محاباة، فكان حريصا على تشجيع أي صوت إعلامي جديد وإمداده بعصارة خبرته وداعما لأي فكرة جديدة، وكان، رحمه الله، من أبرز الحضور الدائمين لحفلات جريدة «الأنباء» في ذكرى صدورها، وحفلات «شعلة الأنباء للدراما» لتكريم الفائزين من الفنانين والمخرجين والكتاب.
جائزة الدولة
نال، رحمه الله، العديد من الجوائز وكان آخرها عام 2017 تكريمه بجائزة الدولة التقديرية والتشجيعية، حيث أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون منحه إياها ذاكرا في بيان:
ان وزير الاعلام الاسبق والاعلامي محمد السنعوسي فاز بجائزة الدولة التقديرية في مجال الخدمات الثقافية، وهو من مؤسسي تلفزيون الكويت عام 1960 وساهم في تأسيس نادي الكويت للسينما وفرقة التلفزيون للفنون الشعبية.
رحلة الحياة
في أحد لقاءاته الصحافية وصف السنعوسي، رحمه الله، نشأته بالفقيرة ولكن المليئة بالسعادة، لأنه ترعرع وسط عائلة تحب السعادة، حيث عاش في منطقة الصالحية، موضحا، رحمه الله، أن معظم قاطني تلك المنطقة رُتب لهم الانتقال الى منطقة الشامية التي عاش فيها لاحقا في بيت مساحته كانت آنذاك 1700 متر والذي مازال موجودا، مشيرا الى أن أقل مساحة قسيمة حينها كانت تبلغ مساحتها 1000 متر، وان الأمر لم يعد مشابها لمساحات اليوم.
كما كشف السنعوسي، رحمه الله، في اللقاء عن أن شقته التي بنيت له في بيت العائلة كانت في فترة الستينيات عندما بدأ عمله في الإعلام مكانا لضيوفه القادمين من مصر.
وفي خضم حديثه وصف السنعوسي، رحمه الله، والده الذي كان يعمل تاجرا بالتمر والعيش بين نجد والكويت، وفي المواسم يعمل «سيب» بالبحر، بأن ابتسامته لم تكن تفارقه وصاحب نكتة ومبادرات في الحوار الصريح جدا، مشيدا به لأنه في الوقت ذاته استطاع تربية عائلة بهذه الضخامة «أربعة أولاد، وثماني بنات».
المشروعات السياحية
وثق الراحل تجربته في كتابين أثرى بهما المكتبة الكويتية هما «تلفزيون الكويت تاريخ وحكايات» و«تجربتي في المشروعات السياحية وحكايات أخرى».. وفي الأخير تحدث السنعوسي، رحمه الله، عن تجربته الشخصية في شركة المشروعات السياحية، مبينا أنه فور مغادرته مبنى الإعلام في العام 1985، تلقى اتصالا من وزير المالية وقتذاك المرحوم جاسم الخرافي، «حيث عرض علي تولي مسؤولية إدارة الشركة، التي تدير المرافق السياحية المملوكة للدولة نيابة عن وزارة المالية، ولكن الأمر لم يكن مستساغا بالنسبة لي، بل كان مستغربا لأن خبراتي انحصرت في مجال الإعلام والفن، فاعتذرت بلطف عن عدم تولي تلك المهمة، إلا أنه بدا غير مقتنع بأسباب رفضي وأصر على تكليفي بإدارتها».
ويذكر «أبو طارق» رحمه الله، بدايات شركة المشروعات السياحية قائلا: ان بداياتها كانت بتأسيس شركة المشروعات السياحية والترفيهية في 1974 التي ترأسها العم الراحل خالد يوسف المرزوق - رحمه الله، ثم حلت بدلا منها في 1976 شركة المشروعات السياحية التي مازالت حية إلى الآن حيث كشف عن أنه في بداية تولي مسؤولياته في شركة المشروعات السياحية، كانت الشركة تدير عددا من المرافق، كما كانت تعمل، مع أجهزة الدولة الأخرى، في تشييد مشروعي الواجهة البحرية، ومنتزه الخيران. ولفت إلى أنه في البداية عمل على دراسة الوضع الراهن، «ومع ما وجده من إنجازات مقبولة وطيبة اكتشف العديد من السلبيات».
الغزو والتحرير
طوال مسيرته كان السنعوسي، رحمه الله، من ابرز الحريصين على توثيق الأحداث بالصوت والصورة لإدراكه أهميتهما، فأثناء محنة الغزو العراقي الغاشم ارسل نيجاتيف الصور إلى الخارج بالتنسيق مع أحد أفراد عائلة القناعات، وقد ضم الكتاب لقطات لتظاهرات نسائية اشتركت فيها زوجته وفاطمة حسين وفاطمة عيسى الصالح، كما تحدث عن خروجه من الكويت قبل التحرير بأسابيع وزيارته للقاهرة وكتابة مقالات في «الأنباء» ثم زيارته إلى بيروت وتظاهرات «الرملة البيضا»، ثم عودته بعد التحرير والبدء في إعادة الحياة إلى مرافق المشروعات، وقد ذكر «على ضوء الشموع ووسط ركام من مخلفات الدمار في مقر الشركة، بدأنا الاجتماعات في أبريل 1991 لتخطيط العمل الجبار الذي ينتظرنا»، وقد سجل رحمه الله في كتابه بالمعلومة والصورة أضرار المرافق ووضع جدولا بقيمة خسائرها، قبل أن يتطرق إلى جهود إعادة الإعمار، وقد ذكر أن ما تحقق في النهاية كان معجزة بكل المقاييس.
أما بعد التحرير فكانت مبادرته لوضع برنامج سياحي غير مسبوق بهدف تسويق الحدث عند الإنسان الغربي. ولفت الانتباه إلى آثار الغزو، وكان تقديره بأن هناك آلافا من الأسر الغربية ترغب في معاينة الأجواء التي تنقلها وسائل الإعلام ومنها الدخان الأسود الذي يحول نهار الكويت إلى ظلام تام، مع الرمال المختلطة بالنفط ورصد لحظات الانتصار وفرحة التحرير.
وبعد ستة أشهر من التحرير تعاونت شركة المشروعات السياحية مع مركز 26 فبراير في إقامة معرض صور عن جريمة الغزو، وكانت فكرة السنعوسي، رحمه الله، أن يقام المعرض بأحد مرافق الشركة المدمرة دون تكييف أو تحسين.. وبالفعل تم اختيار مطعم «الدانة»، وشهد الافتتاح ملمحا سنعوسيا آخر حينما تم استبدال شريط الافتتاح بسلك شائك قضمه «مقص حديدي» أمسك به الشيخ سالم الصباح رحمه الله بعد تقديمه له على «خوذة» عسكرية.
تلفزيون الكويت
أما في كتابه «تلفزيون الكويت تاريخ وحكايات.. 1961- 1985» فقد رصد فيه تاريخ وحكايات نادرة منها محطاته في الخارج، فذكر تجربته في التدريب مع زميله رضا الفيلي في محطة «بي بي سي» وفي قنوات مثل «آي تي في»، ثم زواجه من رفيقة دربه وأم أبنائه في الولايات المتحدة الأميركية والذي شهد عليه راشد الراشد مندوب الكويت الدائم في الأمم المتحدة، وأحمد الدعيج مدير مجلس التخطيط، بحضور الشيخ مبارك جابر الأحمد وأعضاء من البعثة الديبلوماسية، فيما «كتب الكتاب» مدير المركز الإسلامي بنيويورك، قبل ان يتناول تعليمه في جامعة جنوبي كاليفورنيا وتواصله مع تلفزيون الكويت من خلال تغطيته لعدد من الأحداث المهمة منها: زيارة أمير الكويت آنذاك الشيخ صباح السالم الصباح إلى واشنطن ولقاؤه بالرئيس ليندون جونسون وتغطية حادث اغتيال السيناتور الأميركي روبرت كينيدي وحضوره جلسات المحاكمة وإجراء سبق إعلامي بتسجيل لقاء إذاعي وصحافي مع والدة المتهم سرحان السرحان وشقيقه الأصغر.
كما أبرز محطتين مهمتين في تلفزيون الكويت: «مذكرات بحار» الذي استخدم السنعوسي في إخراجه تكنيكا جديدا سبق به كل المحطات التلفزيونية، و«ميلاد أمة».
فيلم «الرسالة»
أكثر ما يتبادر للذهن عند ذكر اسم السنعوسي، رحمه الله، هو تصديه لمهمة فيلم الرسالة، حيث كان أحد منتجي الفيلم التاريخي، وفي ذلك يقول في أحد لقاءاته:
فيلم «الرسالة» ليس فيلما عاديا، بل هو مختلف كليا عن الافلام الأخرى، وقد مر بآلام وتجارب ومراحل وصراعات سياسية وتكتلات، فالمعاناة في الجانب الفني والابداعي مقدور عليها، أما الصعب للغاية فهو كيف يصنع فيلم في بوتقة كلها صراعات وحرب شعواء.
وكان السنعوسي، رحمه الله، على يقين من ان حلم إنجاز فيلم ديني عن رسالة الإسلام سيتحقق فكان يشجع المخرج الراحل مصطفى العقاد باستمرار كلما شعر باليأس يتسرب الى قلبه لدرجة انه وعده بأنه سيجمع تكلفة التمويل لهذا الفيلم واعتبرها مسؤوليته الرئيسية. وأكد العقاد أن نور الفيلم سيبزغ من الكويت.
وذكر السنعوسي، رحمه الله، في أحد لقاءاته الدور الكبير الذي بذله لإقناع أعضاء الشركة العربية للانتاج الاعلامي بجدارة المخرج مصطفى العقاد لتولي تلك المهمة، خاصة أنه صاحب الفكرة بكل تطوراتها من البداية بالاضافة لثقة السنعوسي الكبيرة في العقاد واقتناعه بإبداعه الفني، وانه يمتلك القدرة على القيادة الفنية والادارية لكل المشاركين في الفيلم، فضلا عن ان العقاد رجل مسلم والفيلم تاريخي اسلامي، فيجب ألا يكون المخرج أو المنتج أجنبيا.
ليبصر الفيلم النور بعدها وسط ضجة كبيرة، ويشهد العام الماضي عرض فيلم «الرسالة» لأول مرة سينمائيا في الكويت في عرض حضره السنعوسي، رحمه الله، الذي قال في تلك المناسبة:
أسعد خبر وصلني بعد فترة كورونا هو خبر عرض شركة السينما الكويتية فيلم الرسالة، الذي تم إنتاجه منذ 50 سنة، وعرض في جميع أنحاء العالم ما عدا الكويت، صحيح أنا أهديته مجانا لتلفزيون الكويت، وعرضه مرتين، لكن هذه المرة وفي هذه السينما بمجمع الكوت يعرض الفيلم بتكنيك آخر مختلف. وأضاف: سعيد بأن الفيلم من إنتاج الكويت، فهي التي أنتجته ووقفت وراءه، لكن الفضل للكويت حتى يكون هذا الفيلم الرائع المهم في حياتنا، لكي يتعرف كل إنسان مسلم على دينه، أنا سعيد جدا وأدعو الجمهور لمشاهدته.
أهل الفن
الوسط الإعلامي والفني بكامله عاش لحظات حزن وصدمة شديدة عندما أعلن عن خبر رحيل السنعوسي، حيث عبرت الإعلامية القديرة ماما أنيسة بكلمات حزينة عن رحيل الإعلامي الكبير محمد ناصر السنعوسي، حيث قالت: الله يرحمك يا بوطارق، الكلمات لا توفيك حقك لأنك كنت روح الكويت الجميلة الأصيلة، إنجازاتك لا تنسى وعطاءاتك التي قدمتها الى الإعلام والتلفزيون والعاملين فيه لا تنسى، رحمك الله وغفر لك وأدخلك فسيح جناته يا بوطارق.
دور فعال
عبر الفنان القدير سعد الفرج عن شديد حزنه لرحيل الإعلامي الكبير محمد ناصر السنعوسي، وقال: كان له دور فعال في تأسيس تلفزيون الكويت من خلال أفكاره وبرامجه وتعامله الراقي مع الجميع لتقديم صورة جميلة عن الفن الكويتي وإعلامه المستنير، وبرحيله خسر الإعلام الكويتي والخليجي أحد فرسانه.
أخ ومعين
وقالت الفنانة القديرة مريم الصالح: الله يرحمه ويحسن إليه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويثبته عند السؤال ويمسح على قلب أهله وإنا لله وإنا اليه راجعون، فقدنا اخا ومعينا ومن أحسن رجالات الاعلام في الوطن العربي.
أنجح الإعلاميين
عبرت الفنانة القديرة حياة الفهد عن حزنها العميق لوفاته، وقالت: السنعوسي إعلامي من انجح الإعلاميين في الكويت والخليج والوطن العربي، وساهم في الفن والاعلام والترفيه، كما كان ناشطا وسياسيا من الدرجة الاولى، وقدم اقتراحات كثيرة لصالح الدولة لكن للأسف «ما احد اخذ بيها».
وأضافت أم سوزان: كذلك كان السنعوسي راقيا وصريحا وواضحا مع الجميع حتى في حياته الشخصية، حيث تربطني به صداقة أسرية وأعرف زوجته وأبناءه، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
زميل دراسة
من جانبه، قال الفنان إبراهيم الصلال: السنعوسي، الله يرحمه، كان زميل دراسة في مدرسة صلاح الدين، وأصبح إعلاميا كبيرا وأسس التلفزيون، وبصماته موجودة حتى يومنا هذا وستظل، فقد كان المحرك للاعلام في الكويت كلها، ونسأل الله ان يتغمده برحمته ويغفر له، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
أعمال خالدة
وقال الفنان القدير جاسم النبهان: هذا الرجل أسميه رجل «الرسالة» و«عمر المختار» و«العاصفة»، فهو كان وراء هذه الاعمال الخالدة، ووراء كل تطور نحن فيه اعلاميا بالكويت، وكنت اتمنى ان يقوم برنامج «صباح الخير يا كويت» بالتنويه عن وفاته، على الاقل يضعون اشارة تنويهية عن الخبر، لكن لم يحدث، رغم ان هذه الفترة يحتفل تلفزيون الكويت بعيد تأسيسه والسنعوسي قامة كبيرة.
قامة إعلامية
أما رئيس مجلس نقابة الفنانين د.نبيل الفيلكاوي فعبر بكلمات حزينة قائلا: الكويت فقدت قامة إعلامية عالية تتمثل برحيل الإعلامي الكبير محمد ناصر السنعوسي الذي ساهم بشكل كبير في إبراز اسم الكويت إعلاميا وفنيا من خلال البرامج التي قدمها على الشاشة بالاضافة الى إنجازاته في السينما، حيث كان من أوائل المخرجين الذين قدموا أفلاما كويتية سينمائية من خلال فيلمه «العاصفة» مع الراحلين عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي.
شجعني على التمثيل
أما الفنان عبدالعزيز المسلم، فقال: الراحل السنعوسي أحد طاقات الاعلام الكويتي، وتربطنا به علاقة عائلية، فقد كان على تواصل مع والدي وعمي المرحوم المخرج السينمائي عبدالرحمن المسلم، كان عمي ذراعا بالسينما للإعلامي محمد السنعوسي، وقاما بإنتاج العديد من الأفلام، منها «أعماق الخليج» و«بيوت الله»، وأيضا هو من شجعني على التمثيل بطفولتي في تلفزيون الكويت عام 1970، وشاركت ببطولة أشهر المسلسلات، ومنها «الشاطر حسن» الذي وصل الى 90 حلقة عرضت على مدى 3 سنوات.
عبقري ومختلف
بدوره، قال الفنان القدير عبدالرحمن العقل: عاصرت الراحل منذ كان تلفزيون الكويت على البحر، هو عبقري، متمكن، مختلف، وله وزنه الإعلامي ومكانته داخل الكويت وخارجها، كما انه كان سيفا في رأيه، وكلامه موزون وعن ثقافة وعلم، لقد فقدنا هرما إعلاميا واستاذا لن يعوض، لكن هذه مشيئة الله عز وجل، وندعو له بالرحمة والمغفرة، وان يصبر اهله على فراقه ويصبر اهل الكويت جميعا.
البيت الكويتي
من جانبه، قال الفنان القدير طارق العلي: فقدت الكويت رمزا إعلاميا كبيرا، ارتبط اسمه بالبيت الكويتي منذ كان مقدما للبرامج، والتقيته شخصيا، وكان متواضعا ومحبا للجميع ولن يتكرر، وإذا ذكرنا الترفيه نذكر محمد السنعوسي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
رمز كبير
بينما قال الإعلامي ماضي الخميس: نعزي انفسنا ونعزي الجسد الاعلامي الكويتي والعربي وعائلة السنعوسي الكرام وأصدقاءه ومحبي هذا الرمز الاعلامي الكبير محمد السنعوسي، وقد جمعتني ذكريات شخصية مع بو طارق منذ بداية عملنا الاعلامي ونحن في لقاءات ومناسبات دائمة، وكل مرة أتعلم من هذا الرمز الذي اعطى الاعلام كل حياته.
إرث كبير
اما المذيع مهند يوسف (مايك مبلتع)، فقال: لا أعلم حقيقة كيف أرثي شخصا مثل الأستاذ محمد السنعوسي لأن المداد يتناقص واليد تتراجف والأفكار تترادف مسرعة، لكن ما أعلمه أن الإعلام كله يبكي اليوم على رحيل قامة تركت إرثا كبيرا في بلدي الكويت، سمعت عنه في صغري وتعرفت عليه في كبري فوجدته بين دفتي عمري متفردا في مرتبة لا تضم إلا القليل من المميزين في المجال الاعلامي، رحم الله الفقيد وألهمنا جميعا الصبر والسلوان.
ذكرياتنا الجميلة
قالت المذيعة والمعدة أميرة نجم ان الراحل الكبير محمد ناصر السنعوسي (بوطارق) هو ذكرياتنا الجميلة في الماضي، المشروعات السياحية والمدينة الترفيهية وشوبيز، والاهم من ذلك ما يقدمه تلفزيون الكويت الذي كان أحد مؤسسيه، رحمه الله وغفر له وأدخله فسيح جناته.
نبراس الإعلام
اما المعد المميز نايف النعمة فقال: سُنّة الحياة ان نفارق الدنيا بقضاء الله وقدره، لا نخرج منها سوى بالذكر الطيب والعمل الصالح، وهكذا فارقنا المعلم والقدوة والنبراس الاعلامي محمد السنعوسي، رحمه الله تعالى وغفر له.
الأب الروحي
فيما وصفه الزميل محمد عبدالرسول بالأب الروحي لكل من عمل في وزارة الاعلام عندما كان وزيرا للإعلام، لم يبخل على اي شخص بالنصح الابوي لتطوير العمل الاعلامي من خلال موقعه.
رائد المونودراما
أما د.سيد علي إسماعيل - مصر، فقال: رحم الله محمد السنعوسي أحد رواد ورموز الحركة الفنية الكويتية، فكفاه فخرا – من وجهة نظري – أنه رائد المونودراما الكويتية منذ عام 1963، عندما شرع في إخراج تمثيلية «عائدون» للتلفزيون الكويتي، والذي يعد العمل الفني الأول من نوعه في التلفزيون الكويتي والخليجي، حيث يستغرق العرض عشرين دقيقة، وتقوم بتمثيله ممثلة واحدة، وبعد عشر سنوات أصبح السنعوسي أول رئيس مجلس إدارة لأول شركة عربية للإنتاج السينمائي، شاركت في تكوينها أربع دول عربية، هي: الكويت والمغرب وقطر وليبيا، وكان أول مشروع لها إنتاج فيلم عن النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم ملونا ومترجما إلى ٢٠ لغة عالمية لضمان انتشاره وتعريف العالم بالإسلام، ووصلت ميزانيته المبدئية إلى ٦ ملايين دولار، وأبصر العمل النور عام ١٩٧٦، وهذا الفيلم ساعد في ظهوره وإنتاجه محمد السنعوسي، وحمل عنوان «الرسالة»، وأخرجه الراحل مصطفى العقاد.
رجل صادق
بينما قال المنتج الفنان باسم عبدالأمير: بوفاة القامة الاعلامية محمد ناصر السنعوسي فقدنا رجلا قدم الكثير للفن والإعلام الكويتي والعربي، فقدنا رجلا صادقا ومثابرا وطموحا لإبراز اسم وطنه عاليا في المحافل الدولية من خلال انجازاته التي لا يمكن ان تنسى سواء من خلال البرامج او الاعمال الفنية التي انتجها طوال مشواره الاعلامي، نسأل الله الصبر والسلوان على فراقك ونعزي اهله ومحبيه في الكويت والعالم العربي وجميع الاعلاميين وأهل الكويت، رحمك الله يا ابو طارق.
رحيل العظماء
من جهتها، قالت المذيعة منال العمران: عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، لا نرثي اليوم رجلا عاديا أو شخصا عابرا، نرثي علما من اعلام الكويت، لم يتجاوز لقائي معه 40 دقيقة في لقاء تلفزيوني ببداية مشواري الاعلامي لكني تعلمت منه وعلمني الكثير، الله يرحمه برحمته ويغفر له ويسكنه جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون.
أب نصوح
فيما قال عميد المعهد العالي للفنون المسرحية السابق د.فهد السليم: رحم الله استاذنا محمد السنعوسي، كان الأب النصوح والمعلم الفذ والمخضرم والمحب للثقافة والمهتم بالفنون والحريص على تاريخ الوطن ويوصي دائما بالحفاظ على إرثنا الجميل الذي تركه آباؤنا وأجدادنا لنا والحريص على استمراريته كما ورثناه دون العبث به، وذلك لأنه جزء لا يتجزأ من تاريخ كويتنا الحبيبة والخليج العربي الذي استمده من تاريخنا الثقافي والأدبي الجميل.
وتابع: تعلمت منه الصبر والتريث ودراسة القرار قبل تنفيذه وكانت لي تجربة جميلة وثرية عندما كنت أحد أعضاء مجلس أكاديمية الكويت للفنون وهو كان رئيسا لمجلس الأمناء فلم يبخل بإعطائنا الكثير من خبرته الإعلامية الإدارية الثرية، فكان نعم الأب والأستاذ والصديق، رحمك الله يا أبا طارق وأسكنك ربي فسيح جناته إن شاء الله، وإنا لله وإنا اليه راجعون.
سفير الفنون الراقية
اما الفنان د.سليمان العسعوسي فقال: كان اخا كبيرا وصديقا رائعا ومعلما وقورا وسفيرا للفنون الراقية الجميلة وإعلاميا فذا، فرحمة الله عليك يا اخي ويا صاحب القلب الكبير وغفر لك وأسكنك فسيح جناته، يا ابن الكويت البار وصبر اهلك وصبرنا على فراقك الغالي يا غالي، اخوك وتلميذك الذي طالما اخطأت في اسمه في كثير من المناسبات وكان تشريفا لي بأن من تقول للآخرين اعرفكم على المهندس سليمان السنعوسي بدلا من العسعوسي ونضحك في حينها..
صانع الفن
وقال المذيع عبدالمحسن البرقاوي: رحل صانع الفن والإعلام الكويتي، لم ألتقه يوما إلا وكان همه وحديثه عن الفن والإعلام الكويتي وتوجيه النصح والإرشاد، وتعلمت منه كيف أعزل نفسي بكل جوارحي عن حياتي الخاصة وحياتي المهنية ولا أنسى جملته «المستمع والمشاهد مالهم شغل شنو صاير معاك قبل البرنامج»، رحمك الله يا أبا طارق بواسع رحمته وغفر لك وأسكنك فسيح جناته.
سنستذكر عطاءك
بدوره، قال المذيع أحمد ماتقي: نعزي انفسنا ونعزي الاعلاميين بالوطن العربي لفقدنا الرمز الاعلامي الكبير محمد السنعوسي، رحمه الله، سنستذكر عطاءك وتقديمك للبرامج بشكل فريد من نوعه، ألف رحمة ونور عليك يا بوطارق.
باق في أعماله
وقال المخرج العماني جاسم البطاشي: الاعلامي الكبير محمد السنعوسي ليس مجرد اسم عابر يرحل كما يرحل غيره، انه أحد أوجه الإعلام والثقافة في خليجنا وعالمنا العربي، هو بمنزلة المزن الذي طالما هطل بالمنافع والمنجزات التي لا تموت، هو اسم لن ينسى من ذاكرة اجيال بأكملها، وباق في أعماله وفيما قدمه ليس للكويت فقط وإنما للعالم أجمع، نم قرير العين ابا طارق، فسيرتك العطرة تجوب في الأرجاء جميعها، والقلوب تدعو لك بالرحمة والمغفرة وأن تكون الجنة مثواك.
قامة كبيرة
وقال المخرج عبدالله عبدالرسول ان برحيل الإعلامي الكبير محمد السنعوسي فقدنا قامة وقيمة اعلامية وفنية كبيرة، انجازاته، رحمه الله، في مجال الاعلام والسياحة ستبقى محفورة في الذاكرة، السنعوسي نعرفه المحب والغيور والمدافع عن المهنية الاعلامية الكويتية بكل قوة.. السنعوسي الإعلامي المحارب الشجاع الذي حمل على عاتقة طوال حياته رفعة وتطوير ونهضة الإعلام الكويتي.. رحم الله بوطارق واسكنه فسيح جناته.
فيما قالت الزميلة اميرة المولد في جريدة «عكاظ» السعودية: لم يكن رحيله علينا هينا ولكنه كان أمرا مقضيا، رمزا من رموز الاعلام الكويتي وأحد اهم اعمدته التي رسخت المفهوم للحقيقي للمهنية في الاعلام، والتعامل مع هذه المهنة كرسالة. في الواقع الاعلامي الكبير محمد ناصر السنعوسي ليس فقيد الكويت فحسب وانما فقيد الامة.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته.. وتعازينا لأسرته وللكويت.
فقد كبير
ووصف الفنان العماني القدير طالب البلوشي رحيل الاعلامي الكبير محمد ناصر السنعوسي بأنه فقد كبير لا يوصف لإنجازاته التي لا تتكرر في الاعلام الكويتي والخليجي، سائلا المولى عز وجل ان يرحمه ويغفر له ويدخله فسيح جناته.
بصمات واضحة
بينما قال المخرج السينمائي إبراهيم المانع ان الراحل محمد السنعوسي كانت له بصمات حاضرة في الإعلام الكويتي، سواء من خلال البرامج التي قدمها كالرسالة والسنعوسي أو الأوبريتات كمذكرات بحار ومولد أمة أو من خلال إدارته للتلفزيون، أو من خلال الأفلام العالمية التي شارك في إنتاجها كالرسالة وعمر المختار.
وأشار الى أنه قد ساعده في مشروعه السينمائي الأول، حيث سمح باستكماله من خلال الوزارة، وقمت كرد للجميل بأن تكون حفلة العرض الأول بحضوره ورعايته وحضر مشكورا وكان ذلك في نهاية الثمانينيات.
غفر الله لأبو طارق وأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويبارك في أولاده وأحفاده.
الراحل في سطور
٭ مواليد 1938.
٭ 1960 عمل مخرجا ومعدا ومنتجا في تلفزيون الكويت بعد حصوله على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية في العام نفسه.
٭ ساهم في تأسيس تلفزيون الكويت عام 1960 ومدير عام التلفزيون ثم الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون حتى عام 1985.
٭ 1964 مراقب البرامج في تلفزيون الكويت.
٭ بكالوريوس وسائل الاعلام 1969 جامعة جنوب كاليفورنيا - أميركا.
٭ رئيس ومدير عام شركة المشروعات السياحية من 1986 - 1992.
٭ رئيس ومدير عام شركة شبكة الانظمة الحديثة من عام 1982 - 1989.
٭ في عام 1972 كان مديرا ووكيلا مساعدا للتلفزيون.
٭ رئيس ومدير عام الشركة العربية العالمية للانتاج السينمائي - البحرين.
٭ رئيس ومدير عام شركة هيوستن تكساس - أميركا عام 1985 - 1989.
٭ رئيس مجلس ادارة شركة الوفرة للمشاريع السياحية - القاهرة 1990 - 2001.
٭ عضو المجلس الاعلى للتخطيط من عام 1996.
٭ وزيرا للإعلام بين ٢٠٠٦ - ٢٠٠٧.
٭ مستشار وعضو اللجنة العليا للقناة الفضائية المصرية - مصر.
٭ مستشار قنوات أوربت التلفزيونية - المملكة العربية السعودية.
٭ مستشار شركة البيت التجاري العربي لشؤون الدعاية والاعلان - مصر.
٭ رئيس لجنة التأسيس للشركة الكويتية للكيبل التلفزيوني.
٭ رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي من 1976.
٭ رئيس تحرير مجلة «دليل التلفزيون» من 1982.
٭ رئيس لجنة العلاقات الاعلامية الدولية «البحرين 1981».
٭ شارك في مؤتمرات داخل الكويت وخارجها في مجال الاعلام والسينما من عام 1960 - 1985.
٭ شارك في المؤتمرات الدولية ممثلا عن اتحاد الاذاعات العربية «الجامعة العربية».
٭ أسس وترأس مهرجان الخليج للإنتاج التلفزيوني الأول - الثاني - الثالث.
٭ أسس وترأس فرقة التلفزيون للفنون الشعبية 1982.
«الإعلام»: الراحل علامة مميزة في سماء الإعلام الكويتي
نعت وزارة الإعلام ببالغ الحزن والأسى وزير الإعلام الأسبق الإعلامي الكبير محمد ناصر السنعوسي الذي وافته المنية بعد معاناة مع المرض.
ونقلت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة أنوار مراد في بيان صحافي تعازي ومواساة وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري لأسرة الفقيد، داعيا المولى عز وجل أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.
وقالت مراد: الراحل الكبير السنعوسي من أهم الأسماء التي لمعت في سماء الإعلام الكويتي إذ تولى الكثير من المناصب، من أهمها منصب وزير الإعلام الكويتي وقدم خلال مسيرته العديد من الأعمال الإعلامية الناجحة التي شكلت علامة مميزة في مسيرة تلفزيون الكويت الذي كان أحد مؤسسيه مثل برنامج رسالة وبرنامج السنعوسي.
وأكدت أنوار مراد أن الإعلام الكويتي فقد برحيل الإعلامي الكبير محمد السنعوسي أحد أعمدته الأساسية وقامة كبيرة من قاماته المهنية، داعية الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان.
المجلس الوطني: أحد أعمدة القطاع التلفزيوني في البلاد
نعى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ببالغ الحزن والأسى المغفور له بإذن الله تعالى الإعلامي القدير محمد السنعوسي الذي وافته المنية أمس عن عمر ناهز 84 عاما، بعد مسيرة مليئة بالعطاء والإنجاز في المجال الإعلامي والثقافي.
ونقل الأمين العام للمجلس بالتكليف د.عيسى الأنصاري تعازي وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري وكل العاملين بالمجلس إلى أسرة الفقيد. وقال د.الأنصاري: فقدت الكويت أحد الرواد والمؤسسين للحركة الإعلامية والثقافية في الكويت وزير الإعلام الأسبق والإعلامي المخضرم محمد السنعوسي الذي يعد أحد أعمدة القطاع الاعلامي والتلفزيوني في البلاد.
وفي الختام، أعرب د.الأنصاري عن خالص التعازي لذوي الفقيد ولكل الشعب الكويتي والعاملين في المجال الإعلامي والفني والثقافي، داعيا المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
كُتب في الذاكرة الكويتية
ألف الاعلامي الكبير الراحل محمد ناصر السنعوسي عددا من الكتب، منها «رجل من الزمن الجميل فهد عبدالرحمن المعجل»، و«تلفزيون الكويت تاريخ وحكايات»، و«تجربتي في المشروعات السياحية وحكايات أخرى»، وفي هذه الكتب وثق حكايات من الوطن وأحداثا ومرافق، ليرسخ لها مكانا في الذاكرة الكويتية.
«العاصفة» و«الرسالة» و«عمر المختار»
أخرج الراحل محمد ناصر السنعوسي العديد من الأعمال الفنية التي تشكل بصمة مهمة في تاريخ السينما، ومنها «العاصفة» أول فيلم كويتي روائي انتج سنة 1965، تأليف عبدالأمير التركي، تمثيل عبدالحسين عبدالرضا، خالد النفيسي، إلى جانب الفنان جوهر سالم وفرقة حمد بن حسين البحرية، والفيلم يوثق لحقبة مهمة بتاريخ الفن في الكويت.
وكان السنعوسي أحد أهم صناع السينما في الوطن العربي، حيث شارك في إنتاج فيلم «الرسالة» الذي عرض بنسختين واحدة بالعربية وأخرى بالإنجليزية، وأخرجه السوري مصطفى العقاد، وكانت النسخة العربية من بطولة عبدالله غيث في دور «حمزة بن عبدالمطلب» ومنى واصف في دور «هند بنت عتبة»، أما الإنجليزية فمن بطولة النجم العالمي أنتوني كوين في الدور نفسه، وأدت الممثلة العالمية إيرين باباس دور «هند».
وشارك، رحمه الله، في انتاج فيلم «عمر المختار» أو «أسد الصحراء»، وهو فيلم تاريخي أخرجه أيضا العقاد في عام 1981، وقد لعب بطولته: أنتوني كوين في دور «عمر المختار»، وضم مجموعة من النجوم العالميين، من بينهم أوليفر ريد، إيرين باباس، رود ستايغر.