[email protected]
أحيانا تتداعى الذكريات.. ويسطر القلم الخواطر!
وتحتشد راية الفرسان وكلهم نجوم.. في الذاكرة والتاريخ!
تتصفح تاريخ (رجالات الصحراء العربية) وتتذكر فروسيتهم النبيلة!
هي صفحات لا تعد ولا تحصى لرجال كتبوا سيرتهم العطرة بمداد الشجاعة والكرم والإباء، ويحق لأتباعهم الفخر بهم وببطولاتهم وسيرتهم.
اليوم هناك سِير أعلام نجباء اعتلوا صهوة المجد جيلا بعد جيل وتم تسجيلهم في مدونات (التدوين والتأريخ)، وذهبوا إلى خالقهم بما لهم وعليهم!
إنها صفحات تملأ تاريخ الجزيرة العربية المشمسة الشاسعة، إنهم صلابة الرجال الأشداء بعراقة نسبهم وفروسيتهم الجامحة نحو المجد والخلود!
من هؤلاء الذين سجلوا وسطروا تاريخهم الشيخ راكان بن حثلين (الأمير والشاعر والفارس) رحمه الله، الذي بلغت شهرته الآفاق وتعدت الجزيرة العربية حتى وصلت بطولاته إلى الأناضول في تركيا وحدودها مع الصرب، وتغنت به الأجيال لبطولاته ومناقبه وسيرته العطرة!
أسماء كثيرة هنا وهناك تحمل اسم «راكان» الذي يعود نسبه إلى قبيلة العجمان، وهي من أشد القبائل العربية سطوة وبأسا وأقواها في الحروب.
تربى راكان بن حثلين في بيت والده الشيخ فلاح بن حثلين زعيم قبيلة العجمان، شبّ وترعرع على الشهامة والرجولة والبطولة والفروسية، وتحلى بصفات الصدق والشجاعة، فكان «راكان» فارسا وشاعرا، وهناك مئات القصائد، منها ما هو له وبعضها منسوب إليه، وهذه القصائد آن الأوان أن تراجع وتصحح تحت نظر وعين العم سلطان بن حثلين (أبو راكان)، أطال الله في عمره.
هذا البطل العربي يحتاج إلى «مؤلف» جديد يكتب تاريخه ويقره العم الوالد الشيخ سلطان بن سلمان بن حثلين، وليجيزه أولا للتاريخ والأجيال القادمة حتى تكون على بينة من أن ما كتب (صح) وليس العكس، فبعض الأحداث والأشعار تحتاج إلى «وقفة تصحيح وتدقيق» لمسيرة هذا الفارس وزعامته التاريخية.. وخصوصاً أشعاره!
تاريخ «راكان» صفحات حقيقية من المواقف والأحداث وأيضا طالت تاريخه زيادات تحتاج إلى «توقف فاحص» بما فيها بعض الأشعار التي نُسبت له وعندما تناظرها وتقرأها تعلم علم اليقين أنها لا تمثل شخصية مثل راكان ولا أخلاقه وصفاته!
قصة نفيه إلى تركيا هناك في القلعة التركية (نيش) لمدة سبع سنوات بعيدا عن أهله وقبيلته وعشيرته، هذه الغربة الطويلة تحتاج إلى تدقيق، خاصة مع السجان «حمزة»!
٭ ومضة:
نعلم علم اليقين أن راكان بن حثلين، رحمه الله، كانت له قدرة قتالية وشجاعة غير عادية وبطولة وإقدام على مواجهة الخصوم، وخبرة في أساليب المعارك مع أعدائه في ساحات المعارك والقتال.
في السرد التاريخي أن الأتراك أعجبوا ببطولة وإقدام وشجاعة راكان وقتْله «المسكوفي» وأتباعه، وقرروا الإفراج عنه واتجه بحرا إلى مصر ثم جدة ثم نزل بمكة والمدينة لتأدية العمرة... إلخ.
هذه الفترة تحتاج إلى رصد تاريخي أكبر بالعودة إلى الوثائق التركية لأن فيها من الأحداث والتفصيلات الكثير الذي أغفله التاريخ، للأسف!
٭ آخر الكلام:
راكان بن حثلين، فارس عربي ظهر في الجزيرة العربية وكسب «حباً» غير مسبوق من الناس في كل البلدان، لسيرته العطرة ونبل أخلاقه وبطولاته ومغامراته وأشعاره الجزلة، وعلى سبيل المثال أذكر منها:
يا محلا الفنجال مع سيحة البال
في مجلسٍ ما فيه نفس ثقيله
هذا ولد عم وهذا ولد خال
وهذا رفيق ما لقينا مثيله
٭ زبدة الحچي:
قصة تاريخ راكان بن حثلين وبطولاته وأشعاره تجسد (تاريخ شخصية عربية) في الجزيرة العربية، وقد برز من خلال شخصيته العفوية القوية وبطولاته وفروسيته وأشعاره وأخلاقه، واحتل قلوب الجماهير العربية في الديار العربية لتاريخه النضالي المشرف كبطل، وظلت أشعاره وقصته على كل لسان عربي.
يقول في قصيدة له:
ما قل دل وزبدة الهرج نيشان
والهرج يكفي صامله عن كثيره
الذم ما يهفي للأجواد ميزان
والمدح ما طوّل ايدينٍ قصيره
وغدا هذا الشطر من الشعر حكمة راكانية بليغة.. اللهم ارحم واغفر للشيخ راكان بن حثلين، فقد أتعب من هم بعده من آل حثلين الكرام.
هذه خواطر (محب) لهذه الشخصية العظيمة على أمل أن نرى (مجلدا تاريخيا) يروي تاريخ هذا الرمز الذي ذاع صيته في الأمصار.
فما أحوجنا إلى ضرورة إعادة كتابة التاريخ من جديد.
.. في أمان الله.