«الصوغة» وجمعها «صوايغ»، تعني في اللهجة الكويتية هدية القدوم من السفر. وأصلها هي الهدايا التي يجلبها الحاج للأهل والأصدقاء والجيران بعد عودته من الحج.
وهي عادة طيبة رأيتها كذلك متبادلة بين الوزراء بعد عودتهم من سفراتهم، ومن شأنها ترطيب العلاقات البينية، والتي قد تشهد نوعا ما من التوتر عند احتدام الآراء واختلاف المواقف، قبل أن يخرجوا من اجتماع مجلس الوزراء متضامنين دستوريا!
فهذا يهدي «الغتر الحريرية المزخرفة» من سلطنة عمان، وتسمى عندهم «المصر» وتلبس هناك على شكل عمامة، وذاك من القاهرة يهدي كرتونا من مانجا «فص عويس» اللذيذة، وآخر من باريس يقدم طبق حلوى «الماكرون» بألوانه المشوقة، والقادم من إيران لا يخلو من أقراص «الساهون» الهش، و«الكز» الغني بالفستق وماء الورد، ومن المؤكد القادم من العمرة لا يخلو من ماء زمزم المبارك.
بعد عودتي من النمسا أحضرت للوزراء علب «الكاكاو» الفاخر، لكن للأسف تشوه شكله بسبب حرارة غلاوة بلادنا!
وبمناسبة شهر رمضان، يتهادى الوزراء علب التمر الفاخر. بينما اخترت أنا توزيع نسخ من «أدعية الصحيفة السجادية» لأنه شهر الدعاء. وشملت كذلك نواب مجلس الأمة.
بعد أيام جاءني المرحوم بإذن الله الوزير محمد السنعوسي، منبهرا من هذه الأدعية الرائعة التي تعبر عن مكنون النفس البشرية ويعجز اللسان عن التعبير عنها! قلت إنها من زين العابدين الإمام علي بن الحسين عليهما السلام.
قال هل تصدق أن ابنتي أصبحت مغرمة بها حتى انها لا تنام إلا و«الصحيفة السجادية» قرب وسادتها، بعد أن ترفع كفيها إلى السماء بدعاء منها!
سبحان الله، إنه توفيق من الله تعالى فله الحمد والشكر، ورحم الله السنعوسي (الفاتحة).
[email protected]