تسبب المخدرات فقدان الشهية للشخص وينجم عن ذلك ضعف ونحافة كبيرة واسوداد حول العينين واصفرار وشحوب في البشرة، ويواجه المتعاطي صعوبة في التواصل مع الغير، وصعوبة في النطق والاتزان وضعف في الجهاز المناعي وأمراض القلب والكبد، وأضرارها على الفرد والمجتمع، ازدياد حالات الطلاق والتفكك الأسري وفقدان الشعور بالذنب تجاه الإساءة للآخرين.
لا ضمير ولا وازع دينيا لدى من يريدون خراب الكويت، فها هم يستغلون ويستعملون كل أنواع الأسلحة لهدم جبهتنا الداخلية وتحويل شبابنا إلى متعاطين مدمنين لا يكادون يفيقون حتى يدخلوا جولة جديدة من اللاوعي بسبب المخدرات.
إن استخدام المخدرات كسلاح للهدم ليس وليد هذا العصر، وإنما سبق للاستعمار أن استعمله بالصين والهند وكذلك المستعمرات، نعم نحن مستهدفون في أبنائنا ويراد بنا الهلاك والضياع، وهذا ما يفسر تلك الكميات التي تضبط مئات الأطنان من كل أنواع المخدرات، فمن يقف وراء إغراق الكويت بكل هذه السموم؟ ومن يمول عملية الشراء هذه وينفق عليها بسخاء ويتولى تهريبها وتوزيعها داخل الكويت؟
رغم جهود رجال الداخلية الأبطال والجهود المضنية التي يبذلونها، فضلا عن جهود رجال الجمارك الأبطال الذين يكشفون كل حيل المهربين ونشكرهم على يقظتهم وسرعة بديهتهم وتتبعهم لكل أساليب التهريب وكشفها لحماية مجتمعنا من هذه الآفة الخطيرة، لكن ما ان يكتشف هؤلاء الأبطال حيلة حتى يسارع المهربون إلى غيرها، فهم لا يكلون ولا يملون، مما يدفعنا للسؤال عمن وراء هذه العمليات المشينة ومن الذي يدفع ويخطط ويرتب ويخاطر بأمواله وما هدفهم من ذلك ولماذا لا يمل ولا تفتر حماسته؟
الإجابة هي أنهم أعداء الكويت، فهذه العمليات ليست وليدة جهود أفراد ولا أموال أفراد إنما جهود وتخطيط دول ممثلة باستخباراتها التي حددت هدفها وهي تدمير شباب الكويت وتحويلهم إلى مسوخ لا جدوى منهم، ولذلك جندت المهربين وكل وسائل التهريب لتقضي على الكويت وطاقاتها.
ومن أسباب تعاطي المخدرات ضعف الوازع الديني ومجالسة رفقاء السوء والشعور بالفراغ وحب التقليد، وتوافر المال الكثير والهموم والمشكلات الاجتماعية، فالأسرة هي الحصن الأول الذي ينشأ ويترعرع فيه، ثم المدرسة ثم المجتمع، قال رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» أي من يصادق.
وهنا نشكر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ طلال الخالد لاجتماعه الأول للجنة العليا للحملة الوطنية لمكافحة المخدرات وتوفير مواقع للعلاج وتأهيل المدمنين وهي التوعية بمخاطر المخدرات وآثارها والمكافحة والقضاء على هذه السموم، ونشكر كذلك النائب الفاضل عيسى الكندري على اقتراحه لإنشاء مركز طبي عالمي متخصص لعلاج الإدمان.
وعلى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة تبني هذه القضية، وعلى الدولة أن تبني وسائل الترفيه، وللأسف الشديد فإن الدولة هدمت المدينة الترفيهية وحديقة الشعب والأكوابارك وصالة التزلج، أين يذهب الشباب ولا توجد وسائل ترفيه؟! قال الشاعر:
حرض بنيك على الآداب في الصغر
كيما تقر بهم عيناك في الكبر
وإنما مثل الآداب تجمعها
في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل مكروه، آمين آمين.
[email protected]