الخطوات المتسارعة والمباركة للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ طلال الخالد في مواجهة آفة المخدرات وتبنيه حملة مؤسسية للتطهير من آفة المخدرات تدعونا إلى التفاؤل بأننا مقبلون على حقبة جديدة وفق آليات حديثة في التعامل تعتمد على خطط استراتيجية علمية باعتبار أن الجهد المؤسسي والعمل المشترك في قضايا وملفات بعينها يثمر بالضرورة نتائج جيدة.
في السابق، كانت هناك جهود مقدرة لمواجهة هذه الآفة إلا أن الاهتمام كان يعتمد على محور المكافحة دون محاور وخطط تكميلية كتقديم الدعم والعلاج لما استدرجوا إلى نفق الإدمان وتدشين سور قوي يحول دون دخولهم هذا النفق ومرافق علاجية نموذجية يخرج منها الشخص متعافيا تماما للحيلولة دون انتكاسة تعيده إلى المربع الأول.
المخدرات خطر مدمر يضرب بقوة ويسلب أبناءنا وشبابنا حاضرهم ومستقبلهم وهذا استوجب إعداد خطط تحول دون استمرار الوضع على ما هو عليه واستهداف الكويت بأطنان من المخدرات المنوعة وتجاهل ارتفاع معدلات الإقبال على هذه السموم.
أوجه القصور السابقة تجاوزها النائب الأول بخطوات وبدايات تمثلت أولا بتقديم الدعم الكامل لهذا الملف والإيعاز للمختصين وأصحاب الشأن بالعمل وفق 4 محاور، الأول يختص بالتوعية، انطلاقاً من أن الوقاية خير من العلاج، والثاني يتعلق بالمكافحة وذلك بتشكيل لجنة عليا لهذا الغرض، وثالثا العلاج لمن ابتلي بهذه السموم بإنشاء مركز تأهيلي يضم كوادر وطنية وافضل المختصين على مستوى العالم، وأخيرا تشكيل لجنة قانونية وتشريعية لسرعة المحاكمات وتغليظ العقوبات.
وتعد هذه المحاور وصفة دقيقة لمرض مزمن كنا نعاني منه، وشخصيا أرى أن خفض الطلب على السموم بالتحصين وبرسالة إعلامية أهم تلك المحاور ويلي ذلك في الأهمية توفير العلاج في مصحات لمن ابتلي بهذه السموم، ثم المواجهة والضرب بيد من حديد على ايدي المهربين والمروجين.
٭ آخر الكلام:
لفتة كريمة ومقدرة، إقدام النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ طلال الخالد بتخصيص جزء من وقته لمقابلة مواطنين شاركا في إلقاء القبض على آسيوي يروج المخدرات، هذا اللقاء رسالة لكل الشرفاء على هذه الأرض الطيبة بأنهم شركاء مع إخوانهم رجال الأمن في مكافحة تلك الآفة، وأن كل مواطن يجب أن يكون خفيرا على أمن وطنه، وليس هناك ما يمنع من تقديم مكافآت مجزية لأي مواطن أو مقيم يقود لضبط تاجر أو مروج، على أن تتناسب هذه المكافأة مع أهمية القضية. كما لا يفوتني الآن أن أثمن الحملة التي نظمتها الإدارة العامة للعلاقات العامة في وزارة الداخلية بسوق شرق، بحضور ضباط متميزين لهم خبرات وقدرة على توصيل رسالة توعوية مباشرة للمواطن والمقيم، حفظ الله الكويت من كل مكروه.