[email protected]
بشّروا ولا تنفّروا.. والحياة لن تدوم لواحد إن كنت تنكر ذا، فأين الأول؟
البشارة تعني باختصار الخبر السار.
وجمعها بشائر وبشارات، وفي الكويت القديمة كان من يبشّر بأمر يعطى مالا أو مواد عينية ويقال له: «لك البشارة».
وفي حياة الإنسان كثير من البشارات ومثلها المدلهمات والمصائب، لهذا يفرح أي إنسان بالبشارة، لأنها تدخل الفرحة والبسمة على قلبه ووجهه.
كل إنسان في هذا الكون الفسيح يستطيع أن يدخل التفاؤل والاطمئنان على العباد، وأبدأ بنفسي،
أما بخصوص عنواني اليوم: كيف نام هؤلاء بعد «البشارة»؟ فهو عنوان «غريب شوية»، فلا تعجب وشاركني أيضا تعجبي!
كيف نام هؤلاء وهم:
- المبشرون العشرة بالجنة؟
نعم، كيف ناموا وعاشوا وهم يعلمون أن منزلتهم الجنة بعد أن بشّرهم سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم بالجنة وهم مذكورون في الحديث الذي رواه كل من عبدالرحمن بن عوف وسعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « أبو بكرٍ في الجنَّةِ، وعمرُ في الجنَّةِ، وعليٌّ في الجنَّةِ، وعثمانُ في الجنَّةِ، وطَلحةُ في الجنَّةِ، والزُّبَيرُ بنُ العوَّامِ في الجنَّةِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ في الجنَّةِ، وسَعيدُ بنُ زيدِ بنِ عمرو بنِ نُفَيلٍ في الجنَّةِ، وأبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ في الجنَّةِ».
ويبشّر آخرون بالجنة ولا نعرف كيف ناموا تلك الليلة لقول ووعد وخبر، فهذا معاذ بن جبل يقول له الرسول صلى الله عليه وسلم: والله يا معاذ إني لأحبك!
أما عبدالله بن أُويس فكيف كان يومه وليلته بعد أن أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم عصاه وقال له: «بها أعرفك في الجنة»، وكيف نام سيدنا بلال بن رباح ورسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول له: «إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة».
أما أمنا خديجة الكبرى، الله وحده يعلم مدى فرحتها وسعادتها والحبيب صلى الله عليه وسلم يقول لها: إن جبريل يقرئك من الله السلام!
يا الله.. فكروا معي كيف نام هؤلاء ليلهم وقضوا نهارهم وسنوات عمرهم تمر وهم في عبادة وطاعة ويعلمون أن وعد الله حق وهم فائزون بالجنة؟
وفي السيرة كثير من هذه الأسماء نالت البشارات واطمأنت قلوبهم لحسن الخاتمة، فبشارة كل واحد منهم تختلف عن كل الجوائز، إنها الفردوس الأعلى.. يا الله..!
٭ ومضة:
أنا اليوم أكتب لكم عن «جائزة الجوائز» ولا تعادلها جائزة، فهي والله أعلى بكثير ولا تساويها لا جائزة الأوسكار ولا البوكر ولا كأس العالم ولا.. ولا.. ولا..
٭ آخر الكلام:
كلمة «الفردوس» هي من أصل يوناني وتعني باللاتينية «باراديسوس»، والتي عرفت بجنات عدن، وهذا المصطلح اليوناني مأخوذ من الفارسية، وتعرف الحديقة المشهورة بالجنة في اللغة الفارسية.
٭ زبدة الحچي:
أعزائي القراء الكرام، أخبروني بالله عليكم هل هناك أجمل من أن تبشر بالجنة؟.. لا، وليست أي جنة، إنها الفردوس الأعلى من الجنة في جنات عدن!
قارئي الكريم:
فاصنع من الذكر الجميل محامدا
فإذا عُزلت فإنها لا تُعزل
يا رب ارزقنا الجنة وما يقربنا منها، وأجرنا من النار وباعدنا عنها!
عزيزي القارئ الكريم، تبقى الفردوس هي أعلى درجة من جنات عدن وتأتي بالدرجة السادسة ثم بعدها درجة سابعة تسمى جنة النعيم، أما جنات عدن فهي بالمرتبة الثالثة، والله أعلم.
ازرع في دنياك لتحصد ثماره في آخرتك، وإني لأرجو لك ولي الفردوس الأعلى من الجنة، قل: اللهم آمين، واعمل واحرث لتحصد منالك!
.. في أمان الله.