بسم الله الرحمن الرحيم: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي). صدق الله العظيم.
بقلوب وأفئدة راضية بمشيئة الله وقدره، تلقى أهل الكويت خبر رحيل ابن بار ورمز وقدوة ترجل تحت ثراها وشفاعة نبيها له، إنه كان أحد عباده الصالحين دنيا ودين، تشهد له وأسرته الكريمة بالوفاء الصادق، والإخلاص الدائم، والأداء المتميز، بصمت العطاء، وحسن الأداء عبر أعوامه للقرن الماضي، حتى ساعة رحيله، خدم الكويت سفيرا ونائبا ووزيرا ثم رئيسا للمجلس البلدي بالستينيات ثم رئيسا لمجلس الأمة في السبعينيات، ورصيده بكل ذلك طاعة خالقه، وخدمة مخلوقه أهل ديرته وخارجها، كما كان دوره في لبنان وحربه الطائفية وكان تواضعه وبساطة أدائه قوة لمن زاملوه تلك الفترات الذهبية وقلة بروزه عبر وسائل الإعلام كقناعة ذاتية عنده، رحمه الله.
إن النتائج بالتحصيل خير جواب للجهود المخلصة لوطنه وعروبته وإسلامه وغير ذلك الكثير مما ورثه العم (بو وائل) لأجيال تمتعوا بالمناصب والقيادات الرسمية بذات الطبع والطبيعة لإخوانه الأفاضل وزملاء خندقه تشهد لهم مواقعهم بالأداء والأمانة التي هدانا الله لها وبها تربية أجيال القرن ماضي والقرن الحالي، هذا للساحة العامة والمواقع الهامة باختصار شديد عن الراحل الفاضل.
وبعد التقاعد القسري لم يبخل، رحمة الله عليه، على ذاته وأهل بيته بالمتابعات والزيارات والمشاركات الاجتماعية والمشورات الرسمية فترة عطائه البدني والنفسي وبذات الصفات المغلفة بالتواضع وعدم البروز الإعلامي، ولم يترك حرصه للتفرغ الرباني الموسمي كل عام وتفرغه للاعتكاف للعمرة والزيارة السنوية تمتد 3 شهور بداية من شهرها الهجري رجب وختامها شوال بعد صيامه سنة مؤكدة للعودة للبلاد وزيارات لبعض البلاد، ما لم يرتبط بالديرة للواجبات المطلوبة أسرية وغيرها حتى دخوله أحداث وحوادث ألزمته العلاج والارتباط والاعتكاف لأوامر الأطباء حرصا على ما تبقى له من عافيته حتى وداعه أهله وأحبته داخل وخارج الكويت العزيزة على قلبه الطيب كتربيته وإخوته للأسرة الكريمة.
هنيئا لك ما قدمت وما أخرت يا قدوة المخلصين، ويا بختك بدعوات بسطاء مكة والمدينة والقدس الشريف ممن تمتد لهم يمينك بكل وقت وحين، ويا بختك بدعوات أهل ديرتك وشفاعة نبيك الأمين لتجد أمامك وتحت ثراك جنة النعيم بثواب من أخلصت لهم بوطنك دنيا ودين حكاما ومحكومين بالجزيرة العربية وخليج العرب ووطنك للعالم الإسلامي والعربي مرددين «عظم الله أجرك وأجرهم يا العم الغالي والرمز القدوة بو وائل محمد يوسف العدساني ومن تولى تربيتك والديك وأهلك المخلصين» ولا ننسى شقيقك الأصغر منك عبدالعزيز بذات الصفات أيتها الأسرة الكريمة عظم الله أجركم أحياءكم والأموات .. الفاتحة.