- العازمي لـ «الأنباء»: الرعاية الأولية خط الدفاع الأول عن المنظومة الصحية ونبارك لأطباء العائلة بالخليج على إنشاء المجلس التأسيسي للجمعية الخليجية لأطباء الأسرة
- المحرزي لـ «الأنباء»: 100 مشاركة في البحث العلمي و44 ملصقاً في المؤتمر الطبي الإقليمي السابع للمنظمة العالمية لأطباء الأسرة ومحاور طبية متنوعة لعدد من الأمراض
مسقط - عبدالكريم العبدالله
تحت رعاية صاحب السمو رئيس «جامعة السلطان قابوس» د.فهد بن الجلندي آل سعيد، تم افتتاح المؤتمر الطبي الاقليمي السابع للمنظمة العالمية لأطباء الأسرة في مسقط عاصمة سلطنة عمان، والذي استمر على مدى 3 أيام، علما أن السلطنة استضافت هذا المؤتمر بتنظيم من الرابطة العمانية لطب الاسرة وجامعة السلطان قابوس. وشارك في هذا المؤتمر ما يقارب من 300 طبيب وطبيبة بينهم أطباء اسرة، وأطباء مقيمون وممارسون عامون وطلبة الطب، فضلا عن مشاركة أطباء من مختلف الدول العربية والخليجية والاجنبية من بينهم مشاركات من الكويت ممثلين برئيس مركز اليرموك الصحي د.هدى الدويسان ورئيس الرابطة الكويتية لطب العائلة د.محمد العازمي.
وتضمن المؤتمر ما يقارب 15 ورشة عمل فيما يخص توسع مدارك الأطباء ومعرفتهم حول مختلف الأمراض، والتي تعزز من مهاراتهم العملية في بعض الجوانب كالاستشارات الطبية، كما تم خلال المؤتمر استعراض عدد من البحوث الطبية، والتي وصلت الى 100 بحث وملصق علمي من مختلف دول الشرق الاوسط.
وفي هذا السياق، قال مدير المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية د.أحمد المنظري لـ«الأنباء»: إن المؤتمر الطبي الاقليمي السابع للمنظمة العالمية لأطباء الأسرة، والذي تم تنظيمه في مسقط وشارك فيه العديد من الخبراء داخل الإقليم وخارجه، قام بعرض العديد من الدراسات والبحوث وآخر ما تم التوصل اليه بعد مرورهم بتجارب مع «كوفيد-19» لمدة 3 سنوات، والوقوف على اهم الجوانب المتعلقة بالنظام الصحي من حيث مناطق القوة او المناطق التطويرية بما يخدم احتياجات الفرد والمجتمع الحالية والمستقبلية على حد سواء.
التكيف مع «الطوارئ»
وأفاد د.المنظري بأن البحوث التي تم عرضها ومناقشتها تنم عن مقدرة الانظمة الصحية والعاملين الصحيين على التكيف والتعامل مع مختلف الطوارئ الصحية بما فيها الجوائح، خاصة أن العالم يمر بمختلف التحديات الصحية وظهور مختلف الاوبئة مثل «كوفيد-19» و«جدري القرود» و«الكوليرا» التي بدأت تنتشر في عدد من دول الاقليم.
«كوفيد - 19»
وطمأن د.المنظري بأن أعداد الاصابات بـ «كوفيد-19» بدأت تنخفض وتنحصر بشكل كبير، مشددا في الوقت ذاته على أهمية الحذر من ظهور متحورات جديدة للفيروس، مبينا بأنه تم تم تسجيل 620 مليون اصابة جديدة و6.5 ملايين حالة وفاة بسبب هذه الاصابات، كما تم تسجيل 320 مليون إصابة في اقليم شرق المتوسط وحوالي 340 ألف وفاة ناتجة عن هذه الاصابات.
المتحورات
وأوضح د.المنظري أن المتحورات هي صفة أساسية للفيروسات، داعيا الى التسلح بالثقة بالله سبحانه وتعالى ومن ثم بالعلم وبالطرق الوقائية التي تحمينا وتحمي الجميع بإذن الله من هذا المرض ومن الامراض الاخرى التي تتم متابعتها والعمل المستمر على إيجاد العلاجات المناسبة لها وتطوير سبل الوقاية والعلاج بشكل عام.
تأثير طبيب العائلة
بدوره، قال رئيس رابطة أطباء العائلة والممارسين العامين الكويتية د.محمد العازمي انه قدم خلال المؤتمر محاضرة عن تأثير دور طبيب العائلة في المنظومة الصحية وما يمكن أن يقدمه من جهود طبية وكذلك توعوية للأهل في سبيل الحد من الكثير من الأمراض وتقديم العلاج المناسب لها، فضلا عن مفاهيم القيادة وادارة التغيير في الحقل الصحي، وعلاقة القيادة بالتغيير، هذا بالاضافة الى شرح نموذج من نماذج ادارة التغيير التي حدثت في الكويت، وهو مشروع العيادة المثالية لطب العائلة والذي حاز جائزة الكويت للابداع والتميز الشبابي، كما حصل ايضا على جائزة نجمة السلامة من وزارة الصحة.
أول عيادة
وأضاف د.العازمي أن مشروع «العيادة المثالية» هو عبارة عن أول عيادة في الكويت تعمل بنظام المواعيد والتي كان لها تأثير كبير في زيادة وقت الاستشارة الطبية وتقليل فترة الانتظار وتعزيز مفهوم طبيب عائلة لكل عائلة واكتمال الملف الالكتروني للمرضى، وزيادة الرضا الوظيفي للموظفين والمرضى، وهذه الأمور ساهمت بشكل كبير في تحسين مستويات الخدمات المقدمة للمرضى والمراجعين وتخغيف الضغط على العيادات بسبب تنظيم المواعيد والاستفادة من الوقت بأقصى درجة ممكنة.
الضمان الصحي
وتابع د.العازمي: أما المشروع الثاني فهو مشروع «الضمان الصحي» عبر مستشفيات الضمان الصحي، والذي يعتبر أحد أوجه مستقبل الكويت في الرعاية الصحية الأولية، حيث سيستخدم أول نظام HMO في الشرق الاوسط في المراكز الصحية والمستشفيات، مشيرا الى أن هذا النظام يساعد على تطبيق مفاهيم طب العائلة على مستوى كبير ويساعد في زيادة واستمرارية معالجة المريض من ذات الطبيب والامتثال لوقت الاستشارة الطبية وهي من 12 الى 15 دقيقة باختلاف نوع الاستشارة الطبية، بالاضافة الى تقليل فترات الانتظار والمشاركة الفاعلة والترابط بين مراكز الرعاية الاولية مع مستشفيات الضمان ضمن الملف الالكتروني الموحد وبنظام ترابط دقيق.
واوضح د.العازمي أن مستشفيات الضمان الصحي ستسهم في تقليل العبء عن وزارة الصحة وسترفع من جودة الخدمات الطبية المقدمة وذلك لتحويل أكثر من مليون و800 وافد لتلقي الرعاية الصحية في مستشفيات «الضمان»، مما سيخفف الضغط عن الصحة، فضلا عن تقديم ضمان خدمات مميزة كونه يتم التركيز على هذه الشريحة، مشددا على أن «ضمان» هي أحد أبرز أوجه مستقبل الرعاية الصحية الاولية في الكويت.
الجمعية الخليجية
وبارك د.العازمي لجميع أطباء العائلة على مستوى دول الخليج انشاء المجلس التأسيسي للجمعية الخليجية لاطباء الاسرة بمبادرة من الرابطة الكويتية لطب العائلة وبتأييد جميع الروابط الخليجية المعنية، قائلا: نهدي هذا النجاح والتنسيق والتعاون الخليجي الى قادة مجلس التعاون الخليجي، والى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وإلى سمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، حيث استمددنا من سموهما الحرص على توحيد الصف الخليجي والعمل المشترك لما فيه مصلحة أبناء الكويت خصوصا والخليج عموما، علما أن الرعاية الاولية هي خط الدفاع الأول عن اي منظومة صحية والركيزة الاساسية التي يبنى عليها اي نظام صحي متين، مشيرا إلى أن التنسيق بين الروابط الخليجية عن طريق انشاء الجمعية الخليجية لطب الاسرة سيساعد في تعزيز مفهوم الرعاية الصحية ودعم البحث العلمي وتبادل الخبرات بين المجتمع الخليجي.
وبين د.العازمي ان عدد أطباء الاسرة بالخليج هو الاكبر بين التخصصات لذلك هم يستحقون ان يكون لهم تجمع علمي يسهم في تطوير الرعاية الصحية الاولية ويدعم البحث العلمي ويعزز من العمل الخليجي المشترك في التوعية الصحية لمجتمع خليجي خال من الامراض.
دعم التعاون
وزاد د.العازمي: استلهمنا كرابطة كويتية لأطباء العائلة هذه المبادرة من حرص صاحب السمو وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، في دعم التعاون الخليجي المشترك وخصوصا في مجال الرعاية الصحية وحرص ودعم وزير الصحة د.أحمد العوضي لمثل هذه المبادرات وتقديم التوجيهات المناسبة وخصوصا في مجال الرعاية الصحية الأولية والنهوض بها نحو الأفضل.
100 مشاركة
بدوره، قال رئيس المؤتمر ورئيس الرابطة العمانية لطب الأسرة د.عبدالعزيز المحرزي ان هناك 100 مشاركة للبرنامج العلمي للمؤتمر و44 ملصقا علميا، والذي يعتبر انجازا مميزا، مشيرا الى أن محاور المؤتمر كانت متنوعة منها عن «الأمراض المزمنة» و«السكري» و«الضغط» و«ارتفاع الدهون في الدم» و«الكوليسترول»، بالإضافة الى بعض الامراض الاخرى الشائعة وكيفية التعامل مع المرضى المصابين بها، معبرا عن سعادته بمشاركة العديد من الأطباء من مختلف دول العالم والخليج والوطن العربي.
عوامل مشتركة
وأشاد د.المحرزي بقرار إنشاء الجمعية الخليجية لأطباء الأسرة، حيث كنا نتطلع دائما لأن يكون لأطباء الأسرة جمعية خليجية توحد العمل بينهم وتعزز العوامل المشتركة فيما بين أطباء الخليج الثقافية والصحية وهي متقاربة جدا في دول الخليج، فضلا عن طرح فرص التعاون وفرص الاشتراك في المشاريع والبحوث الطبية والاستفادة من التجارب الناجحة والخبرات الكبيرة في هذه الدول، معبرا عن سعادته بانطلاق هذه الفكرة من مسقط.
توصيات لتعزيز التعاون والارتقاء بالخدمات الصحية
في ختام المؤتمر، تم اصدار عدد من التوصيات المهمة، وهي:
٭ تعزيز التعاون مع المنظمة العالمية لأطباء الأسرة (لونكا) ودراسة إمكانية استضافة المؤتمر العالمي للمنظمة في سلطنة عمان، ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتطوير الخدمات المقدمة من قبل أطباء الأسرة لتسهيل حصول المريض على الخدمات الصحية وتمكين طبيب الأسرة من تقديم الرعاية المستدامة والشمولية.
٭ العمل من أجل توفير جميع الوسائل التشخيصية والعلاجية في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية لجميع الأمراض الشائعة وخاصة الأمراض المزمنة، ووضع خطة استراتيجية لتحقيق التوازن المطلوب بين عدد من أطباء الأسرة في كل دولة والاحتياجات الفعلية للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة، وتعزيز العلاقات بين الرابطة العمانية لطب الأسرة وروابط وجمعيات طب الأسرة في دول الإقليم للاستثمار في البحوث العلمية والمجالات الأخرى ذات العلاقة بطب الأسرة، وتوفير بيئة محفزة للعمل البحثي.
٭ الإعلان عن توقيع اتفاقية تفاهم لتأسيس الجمعية الخليجية لطب الأسرة، حيث تهدف الجمعية إلى إبراز دور أطباء الأسرة على مستوى الخليج كتخصص مهم وحيوي وخط دفاع أول لأي منظومة صحية، فضلا عن إيجاد فرص للتدريب وتبادل الخبرات والمعلومات بين دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال.
دعم كويتي سخي لبرامج «الصحة العالمية»
أشار مدير المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية د.أحمد المنظري الى أن المنظمة تعمل عن كثب عبر مكاتبها الموجودة في الدول ومع شركائها من المنظمات الأممية وغير الأممية وبدعم من دول الإقليم، مسجلا في الوقت ذاته الشكر والتقدير للكويت بشكل خاص لدعمها السخي لمختلف البرامج التي تقدمها منظمة الصحة العالمية، وكذلك المنظمات الأممية بما يخدم الفرد والمجتمع في الاقليم وخارج الاقليم لتوفير أفضل الخدمات الصحية.
الدويسان عرضت بحوثاً عن «كوفيد -19»
شاركت رئيس مركز اليرموك الصحي واستشاري طب العائلة د.هدى الدويسان في المؤتمر بصورة فاعلة، وذلك عبر عرض بعض البحوث عن «كوفيد-19» والتي لاقت استحسانا كبيرا من المشاركين في المؤتمر نظرا لما جاء فيها من معلومات وبيانات أثرت أعمال المؤتمر في هذا المجال، حيث قدمتها د.الدويسان بأسلوب علمي موثق.