تحدثنا في المقالات السابقة عن مراحل تطور جراحات العيون، وقلنا إن جراحات العيون تطورت تطورا متسارعا بفضل التقنيات الحديثة، حتى أصبحت عمليات تصحيح الإبصار من العمليات السهلة.
واليوم سوف نتحدث عن الحل الجراحي الأخير في الحالات المتقدمة في العيون ألا وهي زراعة القرنية، حيث يتم توفير القرنيات البديلة من بنوك القرنية، حيث تخضع لفحص معملي لضمان خلوها من الفيروسات، ويجري تقييم دقيق لعدد الخلايا الداخلية بها، وبعد عملية زرع القرنية يحتاج المريض إلى متابعة طويلة ودقيقة لمدة لا تقل عن 12 شهرا لضمان قبول الجسم للقرنية.
ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أن نشير إلى أن عمليات زراعة القرنية قد دخلت طورا جديدا خلال السنوات الـ 5 الأخيرة، تم إدخال تقنية الزراعة غير النافذة، حيث تتم فيها زراعة 98% من القرنية البديلة مع الاحتفاظ بطبقة رقيقة جدا من قرنية المريض نفسه لضمان قبول الجسم للقرنية الجديدة، وتقليل معدل الرفض.
ويحتاج المريض بعد إزالة الخيوط التي تكون عادة بعد 6: 12 شهرا إلى استخدام نظارة طبية خفيفة، أو إجراء ليزر لتصحيح الدرجة المتبقية وفقا للحالة، وهنا تجب الإشارة إلى أنه لابد أن تكون توقعات المريض واقعية، بمعنى أنه لا يمكن الحصول على قوة إبصار 6/6 كما يعتقد البعض، ولكن سوف يتحسن بالمقارنة بما كان عليه قبل العملية، وفترة النقاهة تمتد إلى 3 أشهر، على أن يقلل المريض من الحركة والمجهود، وفي الكويت - مع الأسف - لا يوجد حتى الآن بنك للعيون، ولذلك يتم جلب القرنيات من الولايات المتحدة الأميركية.