استنفرت القيادة الروسية بعد الضربات الأوكرانية النوعية الأخيرة التي استهدفت عمق الأراضي الروسية قريبا من العاصمة موسكو بالطائرات المسيرة (درونز) لأول مرة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير الماضي.
وعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس اجتماعا لمجلس الأمن لمناقشة كيفية ضمان «الأمن الداخلي» للدولة، بعد أن اعتبر «الكرملين» الهجمات الأوكرانية الأخيرة بطائرات مسيرة خطرا على البلاد.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، للصحافيين إن السلطات تتخذ الإجراءات «الضرورية» لحماية البلاد، معتبرا أن الهجوم «عامل خطر».
وفي وقت سابق، أعلن رومان ستاروفويت حاكم منطقة كورسك المتاخمة لأوكرانيا إن هجوما بطائرة مسيرة على مطار في المنطقة أمس، أشعل النار في صهريج لتخزين النفط.
يأتي ذلك بعد يوم من هجمات بطائرات مسيرة على مطارين الأول في ريازان الواقعة على بعد 185 كيلومترا جنوب شرقي موسكو فقط، والثاني في ساراتوف في جنوب وسط روسيا على بعد 600 كيلومتر عن الحدود الاوكرانية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة وإلحاق أضرار بقاذفتين نوويتين بحسب وكالة «الأناضول».
في الغضون، قال رئيس الإدارة العسكرية لإقليم دونيتسك بجنوب أوكرانيا بافلو كيريلينكو امس إن القوات الروسية قصفت مناطق عديدة بالإقليم، مما ألحق أضرارا واسعة النطاق بخطوط الكهرباء في بلدة مارينكا.
وأضاف كيريلينكو، في منشور له عبر تليغرام، «أن الروس أطلقوا النار على خط المواجهة من بلدة فوهليدار إلى ليمان، وفي اتجاه فولنوفاكي، تعرضت العديد من القرى لإطلاق النار، مما ألحق أضرارا بخمسة منازل، بينما لم يصب أحد بجروح».
ووفقا له، قصف الروس البنية التحتية في بلدة كوراخوف في دونيتسك وألحقوا أضرارا بخطوط الكهرباء، كما تم تسجيل قصف متقطع للجزء القديم من أفدييفكا.
وأضاف كيريلينكو «أصيب 7 أشخاص في اتجاه هورليفكا: أربعة في إيفانيفسكي واثنان في باخموت وشخص في توريتسك، فيما تضررت منازل خاصة في إيفانيفسكي، نحن نحدد مدى الضرر الذي حدث».
في الاثنـاء، توجــــه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي امس إلى منطقة قريبة من جبهة القتال على مسافة قصيرة من باخموت ساحة المعركة الرئيسية في شرق البلاد. ونشر زيلينسكي ثلاثة مقاطع مصورة تظهره في منطقة دونباس التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر الماضي من دون أن تسيطر عليها بالكامل. وقال زيلينسكي متوجها إلى عسكريين بمناسبة يوم القوات المسلحة «شرق أوكرانيا هو المحور الأصعب (على الجبهة)»، مضيفا «شكرا لصمودكم». وقلد بعد ذلك، بعض العسكريين أوسمة.
في المقابل، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف إن تسوية النزاع الأوكراني يجب أن ينتهي بتحقيق سلام عادل ودائم. وأضاف، في تصريح امس، «يمكن الموافقة على أن تحقيق سلام عادل وطويل الأمد يجب أن يكون نتيجة لما يحدث.. أما فيما يتعلق بآفاق أي مفاوضات فإننا لا نراها في الوقت الراهن.. لقد تحدثنا عن ذلك أكثر من مرة».
وفي خطوة استفزازية لحلفاء اوكرانيا، أعلنت «الدفاع» الروسية أنها نشرت أنظمة دفاع صاروخية ساحلية متنقلة على جزيرة ضمن أرخبيل جزر الكوريل ذي الموقع الاستراتيجي الذي تتهم اليابان روسيا باحتلاله، وتطلق عليها اسم الأراضي الشمالية. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو في مؤتمر صحافي أمس إن الحكومة ستراقب النشاط العسكري الروسي عن كثب، مضيفا أنه يزداد كثافة في مناطق الشرق الأقصى بالتزامن مع غزو موسكو لأوكرانيا.