أزمة نقص الأدوية التي تعاني منها المرافق الصحية مازالت مسيطرة على المشهد السياسي رغم مطالبة نواب الأمة والمواطنين بمعالجة هذا الأمر وإعادته إلى الوضع الطبيعي كما كان قبل جائحة كورونا.
وزير الصحة د.أحمد العوضي، نعم لم يمض على تسلمه للوزارة سوى ما يقارب 3 أشهر، ولكن هذا الأمر لا يعفيه من المسؤولية التي تتطلب منه المحاسبة وإيجاد البدائل السريعة لحل المشكلة التي تعاني منها مرافق الوزارة.
إرجاع قياديي الصحة أزمة نقص الأدوية إلى أزمة كورونا، ومطالبة المواطنين بالسؤال عن بديل للعلاج المصروف لهم إذا لم يجدوه وغيرها من الحلول الترقيعية، كلها أمور غير مقبولة في دولة مثل الكويت.
الجميع يوافق الوزير بأن تلك المشاكل لم تكن في عهده، ولكن قدره أنه ترأس وزارة متخمة بالتجاوزات وهذا ما ذكره تقرير ديوان المحاسبة، وبالتالي نأمل منه الكثير لمعالجة هذه المشاكل.
نعم الوزير لا يملك العصا السحرية، لكنه يملك القرار الذي يحاسب من تسبب في هذه الأزمة، وعليه أن يسعى جاهدا لتوفير الدواء بطريقة الشراء المباشر وبدعم من مجلس الوزراء بدلا من الاعتماد على الوكيل المحلي للحد من المشكلة، وبالتالي نحن نراهن على قدرة د.العوضي على الإصلاح وتطوير العمل في وزارة الصحة ولابد من منحه الفرصة الكاملة لذلك، ونناشد الوزير النظر في اختيار فريق عمل من أصحاب الخبرة والكفاءة من القياديين لإدارة المشهد والعمل بكل شفافية، ومحاسبة كل متسبب في أزمة الأدوية.
نقص الأدوية ليس مشكلة عالمية كما يصورها البعض والدليل على ذلك غرق الصيدليات الأهلية بجميع أنواع الأدوية، وفي المقابل نجد صيدليات المراكز الصحية، والمستشفيات تعاني من شح كبير في الدواء!
يجب على أركان الوزارة البحث عن الأسباب التي كانت وراء هذا النقص رغم الميزانيات الكبيرة والهائلة المخصصة لها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ومعرفة المتسبب الرئيسي الذي أدخلنا في هذه الأزمة.
يجب ألا نحمل جائحة كورونا المسؤولية في هذه الأزمة علما بأن الجائحة نظمت آلية صرف الدواء، وساهمت في ترشيد إنفاقه خلاف ما يقوله البعض، لذا مطلوب تطبيق مبدأ العقاب، ومطلوب كذلك إيجاد آلية جديده لتتبع الأدوية من خلال نظام الباركود منذ تسليمها للمستودعات وحتى وصولها للمريض إذا أردنا وقف الهدر أو السرقات التي قد تحدث، إضافة إلى تشديد الرقابة بتشغيل الكاميرات في جميع المرافق الصحية لكشف أوجه القصور، ومنا إلى من يهمهم الأمر، حاسبوا قبل فوات الأوان، لأن المجاملات تهدم كل إصلاح منشود.
[email protected]